الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

يدى

صفحة 2539 - الجزء 6

  وهَاوِيةٌ: اسمٌ من أسماء النار، وهى معرفة بغير ألفٍ ولامٍ. قال تعالى: {فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ} يقول: مُسْتَقَرُّهُ النار.

  والْهَاوِيَةُ: الْمَهْوَاةُ. وقال⁣(⁣١):

  يا عَمْرُو لو نَالَتْكَ أَرْمَاحُنا ... كنتَ كمن تَهْوِى به الْهَاوِيهْ

  وتقول: هَوَتْ أمُّه فهى هاويَةٌ، أى ثاكلةٌ.

  قال كعب بن سعدٍ الغَنَوىّ أخاه:

  هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعثُ الصبحُ غَادِياً ... وماذا يُؤَدِّى الليلُ حين يَئُوبُ

  والْهَوَاهِى: الباطلُ واللغوُ من القول.

  قال ابن أحمر:

  أَفِى كل يومٍ تَدْعُوَانِ⁣(⁣٢) أَطِبَّةً ... إلَىَّ وما يُجْدُون إلَّا الْهَوَاهِيَا

  الكسائى: يقال يا هَىَّ مَا لِى، لا يهمز، معناه: يا عجباً. وما فى موضع رفعٍ.

فصل الياء

[يدى]

  اليَدُ أصلها يَدْىٌ على فَعْلٍ ساكنة العين، لأنَّ جمعها أَيْدٍ ويُدِىٌ. وهذا جمع فَعْلٍ مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُلٍ إلّا فى حروفٍ يسيرةٍ معدودةٍ مثل زمنٍ وأَزْمُنٍ، وجبلٍ وأَجْبُلٍ، وعَصاً وأَعْصٍ.

  وقد جمعت الْأَيْدِى فى الشعر على أَيَادٍ، قال الشاعر⁣(⁣٣):

  * قُطْنٌ سُخَامٌ بِأَيَادِى غُزَّلِ⁣(⁣٤) *

  وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكَارِعَ.

  وأما قول الشاعر⁣(⁣٥):

  فَطِرْتُ بِمُنْصِلٍ فى يَعْمَلَاتٍ ... دَوَامِى الْأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَرِيحا

  فهو لغة لبعض العرب، يحذفون الياء من الأصل مع الألف واللام، فيقولون فى المُهْتَدِى: المُهْتَدِ، كما يحذفونها مع الإضافة فى مثل قول الشاعر⁣(⁣٦):

  كَنَوَاحِ رِيشِ حمامةٍ نَجْدِيَّةٍ ... ومَسَحْتُ بالِلثَتَيْنِ عَصْفَ الإثمِدِ

  أراد كَنَوَاحِى فحذف الياء لمّا أضاف،


(١) عمرو بن مِلْقط الطائى.

(٢) فى اللسان: «يَدْعُوَانِ».

(٣) هو جندل بن المثنى الطهوىّ.

(٤) قبله:

كأنه بالصحصحان الأنجل

(٥) مضرِّس بن رِبعىّ الأسدىّ.

(٦) خفاف بن ندبة.