الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ليق

صفحة 1552 - الجزء 4

  وإذا شَفَنَّ إلى الطريق رأَيْنَهُ ... لَهَقاً كَشَاكِلَةِ الحِصَانِ الأَبْلَقِ

  قال الفراء: اللهْوَقَةُ كلُّ ما لم يُبَالَغْ فيه من كلامٍ أو عمل. تقول: قد لَهْوَقَ كذا، وقد تَلَهْوَقَ فيه.

  وقال أبو الغوث: اللهْوَقَةُ أن تتحسَّن بالشئ وأن تُظْهِرَ شيئاً باطنُك على خلافه، نحو أن يُظهر الرجل من السخاء ما ليسَ عليه سجيّتُه. قال الكميت يمدح مَخْلَدَ بن يزيد ابن المهلَّب:

  أَجْزِيُهُم يَدَ مَخْلَدٍ وجَزَاؤُهَا ... عندى بلا صَلَفٍ ولا بِتَلَهْوُقِ

[ليق]

  لَاقَتِ الدواةُ تَلِيقُ، أى لصقتْ. ولِقْتُهَا أنا، يتعدَّى ولا يتعدّى، فهى مَلِيقَةٌ، إذا أَصْلَحْتَ مدادها. وأَلَقْتُهَا إلَاقَةً لغةٌ فيه قليلةٌ؛ والاسمُ منه اللِّيقَةُ.

  ويقال للمرأة إذا لم تَحْظَ عند زوجها: ما عاقت عند زوجها ولا لَاقَتْ، أى ما لصِقتْ بقلبه.

  ولَاقَ به فلان، أى لاذ به. ولَاقَ به الثَوب، أى لَبِقَ به.

  وهذا الأمر لا يَلِيقُ بك، أى لا يَعْلَقُ بك.

  وفلانٌ ما يَلِيقُ درهما من جُوده، أى ما يُمسكه ولا يَلصَق به. قال الشاعر:

  كَفَّاهُ كَفٌ⁣(⁣١) ما تُلِيقُ دِرْهَمَا ... جُوداً وأخرى تُعْطِ بالسيفِ دَمَا⁣(⁣٢)

  وما بالأرض لَيَاقٌ، أى مَرتَعٌ.

  وأَلَاقُوهُ بأنفسهم، أى ألزَقوه واستلاطوه.

  قال الشاعر⁣(⁣٣):

  وهل كنتَ إلَّا حَوْتَكِيًّا أَلَاقَهُ ... بنو عَمِّهِ حتى بَغَى وَتَجَبَّرَا

فصل الميم

[مأق]

  الْمَأَقَةُ، بالتحريك: شبهُ الفُوَاقِ يأخذ الإنسانَ عند البكاء والنشيجِ، كأنّه نَفَسٌ يَقْلَعُهُ من صدره. وقد مَئِقَ الصبىّ يَمْأَقُ مَأَقاً.

  وامْتَأَقَ مثلُه. ومنه قول أمِّ تأبّط شرًّا: «ولا أَبَتُّهُ مِئَقاً». وفى المثل: «أنت تَئِقٌ وأنا مَئِقٌ فكيف نتّفق». قال رؤبة:

  كأنَّما عَوْلَتُها بعد التَأَقْ ... عَوْلَةُ ثَكْلَى وَلْوَلَتْ بعد الْمَأَقْ

  وأَمْأَقَ الرجلُ، إذا دخل فى الْمَأَقَةِ.

  وفى الحديث: «ما لم تُضْمِرُوا الْإِمْآقَ»


(١) فى اللسان: «كَفَّاكَ كف».

(٢) فى اللسان: «الدما».

(٣) زُمَيْلُ بن أبَيرٍ.