الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كأب

صفحة 207 - الجزء 1

  ابن السكيت: وليس فى الكلام فُعْلَاءُ مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة إلّا حرفان: الخُشَّاء، وهو العَظْم الناتئ وراء الأذن، وقُوبَاءُ. قال: والأصل فيهما تحريك العين: خُشَشَاءُ وقُوَبَاءُ. قال الجوهرى: والمُزَّاءُ عندى مثلُهما. فمَنْ قال قُوَبَاءُ بالتحريك قال فى تصغيره قُوَيْبَاءُ، ومن سكن قال قُوَيْبيّ.

  وتقول: بينهما قَابُ قوسٍ وقِيبُ قوس، وقَادُ قوس وقِيدُ قوس، أي قَدْرُ قوس. والقَابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِيَةِ. ولكلِّ قوسٍ قابان.

  وقال بعضهم فى قوله تعالى: {فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى}: أراد قَابَا قَوْسٍ فقلبَه.

  وقولهم: فلان مَلِيءٌ قُوَبَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، أى ثابتُ الدارِ مقيم. يقال ذلك للذى لا يبرح من المنزل.

[قهب]

  القَهْبُ: الأبيض تعلوه كُدْرَةٌ، والأنثى قَهْبَةٌ وقَهْبَاءُ. والقَهْبُ أيضاً: الجبَل العظيم، عن أبى عمرو. والقُهْبَةُ لون الأقهب. قال الأصمعى: هو غُبْرَةٌ إلى سواد. وقال ابنُ الأعرابىّ: الأقهب الذى فيه حُمْرَةٌ فيها غُبْرَةٌ. قال: ويقال هو الأبيض الأكدر. وأنشد لامرئ القيس:

  * كغَيثِ العَشِىِ الأقْهَبِ المُتَوَدِّقِ⁣(⁣١) *

  والأَقْهَبَانِ: الفيلُ والجاموسُ.

  قال رؤبة يصف نفسه بالشِدَّة:

  لَيْثٌ يَدُقُّ الأسَدَ الهَمُوسَا ... والأقهبينِ الفِيلَ والجاموسَا

فصل الكاف

[كأب]

  الكآبة: سوء الحال والانكسارُ من الحزن.

  وقد كَئِبَ الرجُل يَكْأَبُ كَأْبَةً وكَآبَةً، مثل رأفة ورآفة، ونشأة ونَشاءةً، فهو كئيبٌ، وامرأة كئيبةٌ وكأباءُ أيضاً. قال الراجز⁣(⁣١):

  عَزَّ على عَمِّكِ أن تُؤَوَّقِى⁣(⁣٢) ... أو أن تَبِيتِى ليلةً لم تُغْبَقِى

  أو أن تُرَىْ كأبَاءَ لم تَبْرَنْشِقِى

  واكتأب الرجلُ مثله. ورَمادٌ مكتئبُ اللون، إذا ضربَ إلى السَواد كما يكون وجهُ الكئيب.

[كبب]

  كَبَّه الله لوجهه، أى صَرَعه، فأكبَ على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال أَفَعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيرى. يقال: كَبَ الله عدوَّ المسلمين، ولا يقال أَكَبَ.

  وكَبْكَبَه، أى كَبَّه. ومنه قوله تعالى: فَكُبْكِبُوا {فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ}.


(١) صدره:

فادركهن ثانيا من عنانه

(١) هو جندل بن المثنى.

(٢) فى اللسان: «تأوقى». يقال أوقه تأويقا: قلل طعامه.