الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حفا

صفحة 2316 - الجزء 6

  وهى حَظِيَّتِى وإحدى حَظَايَاىَ. وفى المثل: «إلّا حَظِيَّةً فلا أَلِيَّةً» يقول: إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوَةُ فيما تطلب فلا تَأْلَ أن تتودَّد إلى الناس لعلَّك أن تدركَ بعضَ ما تريد. وأصله فى المرأة تَصْلَفُ عند زوجها.

  ورجلٌ حَظِىٌ، إذا كان ذا حُظْوَةٍ ومنزلةٍ.

  وقد حَظِىَ عند الأمير واحْتَظَى به بمعنًى.

  وأَحْظَيْتُهُ على فلانٍ، أى فضّلتُه عليه.

  والحَظْوَةُ بالفتح: سهمٌ صغيرٌ قَدْرُ ذراعٍ.

  وإذا لم يكن فيه نصلٌ فهو حُظَيَّةٌ بالتصغير. وفى المثل: «إحدى حُظَيَّاتِ لقمان»، وهو لُقمان بن عادٍ. وحُظَيَّاتُهُ: سِهامه ومَراميه، يُضرب لمن عُرف بالشَرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ. وجمعُ الحَظْوَةِ حَظَوَاتٌ وحِظاءٌ بالمدّ.

  قال ابن السكيت: يقال: حَنْظَى به، لغةٌ فى قولك غَنْظَى به، إذا ندَّدَ به وأسمعه المكروه.

[حفا]

  قال الكسائى: رجلٌ حافٍ بيّن الْحِفْوَةِ والحِفْيَةِ والحِفَايَةِ والحِفَاءِ بالمد.

  وقد حَفِىَ يَحْفَى حَفَاءً، وهو أن يمشى بلا خُفٍّ ولا نعلٍ. فأمَّا الذى حَفِىَ من كثرة المشْى، أى رَقَّتْ قدمه أو حافره، فإنَّه حَفٍ بيّن الحَفَى مقصورٌ. وأَحْفَاهُ غيره.

  والَحْفَاوَةُ بالفتح: المبالغة فى السؤال عن الرجل والعنايةِ فى أمره. وفى المثل: «مَأْرُبَةٌ لا حَفَاوَةٌ». تقول منه: حَفِيتُ به بالكسر حَفَاوَةً وتَحَفَّيْتُ به، أى بالغتُ فى إكرامه وإلطافه.

  وحَفِىَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافره.

  وأَحْفَى الرجلُ، أى حَفِيَتْ دابّته.

  والحَفِىُ: العالِمُ الذى يتعلَّم الشئ باستقصاء.

  والحَفِىُ أيضاً: المستقصِى فى السؤال. قال الأعشى:

  فإنْ تسألى عنِّى فيا رُبَّ سائلٍ ... حَفِىٍ عن الأعشى به حيث أَصْعَدا

  قال الأصمعىّ: حَفَوْتُ الرجلَ من كلِّ خير أَحْفُوهُ حَفْواً، إذا منعْتَه من كلِّ خير. وحَفِيتُ إليه بالوصيّة، أى بالغتُ. حكاه أبو عبيد.

  والإحفاءُ: الاستقصاءُ فى الكلام والمنازعةُ.

  ومنه قول الحارث بن حلِّزة اليشكرىّ:

  أنَّ إخواننا الأَرَاقِمَ يَغْلُو ... نَ علينا فى قِيلِهِمْ إحْفَاءُ

  وأَحْفَى شاربَه، أى استقصى فى أخذه وأَلْزَقَ جَزَّهُ.

  وفى الحديث أنَّه # «أمر أن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى الِلحَى».

  أبو زيد: حافَيْتُ الرجلَ: مَارَيْتُهُ ونازعتُه فى الكلام.