الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عسقف

صفحة 1404 - الجزء 4

  قال الأصمعىّ: قلت لرجل من أهل البادية: ما الْعُسَافُ؟ قال: حينَ تَقْمُصُ حَنجَرته، أى ترجف من النَفَس. قال عامر بن الطفيل فى قُرْزِلٍ يومَ الرَقَمِ:

  ونِعْم أخُو الصعلوكِ أَمْسِ تركتُه ... بتَضْرُعَ يَمْرِى باليدين ويَعْسِفُ

  قال: والْعَسِيفُ: الأجيرُ، والجمع عُسَفَاءُ.

  وَعُسْفَانُ: موضعٌ.

[عسقف]

  عَسْقَفَ الرجلُ، أى جَمُدتْ عينُه، وذلك إذا همَّ بالبكاء فلم يقدر عليه.

[عصف]

  العَصْفُ: بقلُ الزرعِ، عن الفراء. وقد أَعْصَفَ الزرعُ.

  ومكانٌ مُعْصِفٌ، أى كثير الزرع. قال أبو قيس بن الأسلت الأنصارى⁣(⁣١):

  إذا جُمَادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا ... زَانَ جَنَابِى عَطَنٌ مُعْصِفُ⁣(⁣٢)

  وقال الحسن فى قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}: أى كزرعٍ قد أُكِلَ حَبُّهُ وبقى تِبْنُهُ.

  وعَصَفْتُ الزرعَ، أى جزرته قبل أن يُدْرِكَ.

  وعَصَفَتِ الريحُ، أى اشتدَّتْ، فهى ريحٌ عَاصِفٌ وعَصُوفٌ.

  ويومٌ عَاصِفٌ، أى تَعْصِفُ فيه الريحُ، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم: ليلٌ نائمٌ وهمٌّ ناصبٌ.

  وفى لغة بنى أسدٍ: أَعْصَفَتِ الريحُ فهى مُعْصِفٌ ومُعْصِفَةٌ.

  والعَصْفُ: الكَسْبُ. ومنه قول الراجز⁣(⁣٣):

  قد يَكْسَبُ المالَ الهِدَانُ الحَافى ... بغيرْ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرَافِ

  وكذلك الاعْتِصَافُ.

  وأَعْصَفَ الفرسُ، إذا مرَّ مرًّا سريعاً، لغةٌ فى أَحْصَفَ.

  ونَعَامَةٌ عَصُوفٌ. وناقةٌ عَصُوفٌ، أى سريعةٌ، وهى التى تَعْصِفُ براكبها فتمضى به.

  والحربُ تَعْصِفُ بالقوم، أى تذهب بهم وتُهلكهم. قال الأعشى:

  فى فَيْلَقٍ شَهْبَاء⁣(⁣٤) مَلْمُومَةٍ ... تَعْصِفُ بالدَارِعِ والحاسِرِ

  وحكى أبو عبيدة: أَعْصَفَ الرجلُ، أى هلك.


(١) قال ابن برى: هو لأحيحة بن الجلاح، لا لأبى قيس.

(٢) وفى اللسان ١١: ١٥٣: «مغضف»

(٣) هو العجاج، كما فى اللسان.

(٤) ويروى: «جَأْوَاءَ».