الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

قمع

صفحة 1273 - الجزء 3

  لَمَالَ المرءِ يُصْلِحُهُ فيُغْنِى ... مَفَاقِرُهُ أَعَفُّ من القُنُوعِ

  يعنى من مسألة الناس. والرجلُ قَانِعٌ وقَنِيعٌ.

  قال عدىُّ بن زيد:

  وما خُنْتُ ذَا عَهْدٍ وَأُبْتُ بعَهْدِهِ ... ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِنْ⁣(⁣١) جَاءَ قَانِعَا

  يعنى سائلا. وقال الفراء: هو الذى يسألك فَمَا أعطيتَه قَبِله: والقَنَاعَةُ، بالفتح: الرضا بالقَسْمِ. وقد قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قَنَاعَةً، فهو قَنِعٌ وقَنُوعٌ.

  وأَقْنَعَهُ الشيء، أى أرضاه. وقال بعض أهل العلم: إنَ القُنُوعَ قد يكون بمعنى الرضا، والقانِعُ بمعنى الراضى، وهو من الأضداد. وأنشد:

  وقالوا قد زُهِيتَ فقلتُ كَلَّا ... ولكنِّي أعَزَّنِي القُنُوعُ

  وقال لبيد:

  فمنهم سعيدٌ آخذٌ بنَصِيبِهِ ... ومنهم شَقِىٌّ بالمعيشةِ قَانِعُ

  وفى المثل: «خَيْرُ الغِنَى القُنُوعُ، وشَرُّ الفقرِ الخضوعُ».

  قال: ويجوز أن يكون السائل سُمِّىَ قَانِعاً لأنَّه يرضى بما يُعْطَى قلَّ أو كثر، ويقبله ولا يردُّه، فيكون معنى الكلمتين راجعاً إلى الرضا. والمِقْنَعُ والمِقْنَعَةُ بالكسر: ما تُقَنِّعُ به المرأةُ رأسَها.

  والقِنَاعُ أوسعُ من المِقْنَعَةِ. قال عنترة:

  إنْ تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإنني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المستلئِمِ

  والقِنَاعُ أيضا: الطبقُ من عُسُبِ النَخْل، وكذلك القِنْعُ.

  والمَقْنَعُ بالفتح: العدلُ من الشُهود. يقال: فلانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ، أى رضاً يُقْنَعُ بقوله ويُرْضَى به. يقال منه رجلٌ قُنْعَانٌ بالضم، وامرأةٌ قُنْعَانٌ، يستوى فيه المذكَّر والمؤنث والتثنية والجمع، أى مَقْنَعٌ رضاً. وقال:

  فقُلْتُ له بُؤْ بامرئٍ لستَ مثلَه⁣(⁣١) ... وإن كنتَ قُنْعَاناً لمن يطلب الدَما

  والقِنْعَانُ بالكسر من القِنْعِ، وهو المستوِى بين أكمتين سَهلتين. قال ذو الرمَّة يصف الحُمُر:

  وأَبصَرْنَ أنَ القِنْعَ صارت نِطَافُهُ⁣(⁣٢) ... فَرَاشاً وأنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويَابِسُ

  وفمٌ مُقْنَعٌ، أى معطوفةٌ أسنانُه إلى داخل.

  قال الشماخ يصف إبلاً:


(١) فى اللسان: «إذا جاء».

(١) فى اللسان:

فبو بأمري ألفيت لست كمثله

(٢) فى المطبوعة الأولى: «صار».