الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

صخب

صفحة 162 - الجزء 1

  واستصحبته الكتابَ وغيره. وكل شيء لَاءَمَ شيئاً فقد استصحبه.

  واصطحب القومُ: صَحِبَ بعضهم بعضاً، وأصله اصْتَحَبَ، لأن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضَاد مثل اضطراب، وعند الطاء مثل اطَّلَبَ، وعند الظاء مثل اظَّلَمَ، وعند الدال مثل ادَّعَى، وعند الذال مثل اذَّخَرَ، وعند الزاى مثل ازدجر، لأن التاء لَانَ مَخْرَجُهَا فلم توافق هذه الحروفَ لشدة مخارجها، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها لتخفّ على اللسان ويَعْذُبَ اللفظُ به.

  وأصْحَبَ البعيرُ والدابةُ، إذا انقاد بعد صُعوبة، قال الشاعر⁣(⁣١):

  ولَسْتُ بِذِى رَثْيَةٍ إمَّرٍ ... إذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا

  وأصْحَبَ الرجلُ، إذا بَلَغَ ابنُهُ. والمُصْحَبُ من الزِقَاقِ: ما الشَعَرُ عليه. وقد أَصْحَبْتَهُ، إذا تَرَكْتَ صُوفَهُ أو شَعَرَهُ عليه ولم تَعْطِنْهُ.

  والحَمِيتُ: ما ليس عليه شعر. عن أبى عمرو.

  وأَصْحَبَ الماءُ، إذا علاه الطُحْلُبُ، حكاه عنه يعقوب.

  وحمارٌ أصحبُ، أى أَصْحَرُ يَضرِبُ لَوْنُهُ إلى الحُمْرَةِ.

[صخب]

  الصَّخَبُ: الصِياح والجَلَبَةُ. تقول منه: صَخِبَ بالكسر، فهو صَخَّابٌ وصَخْبَانُ.

  واصطخب، افْتَعَلَ منه. وقال الشاعر:

  * إنَّ الضَفَادِعَ فى الغُدْرَانِ تَصْطَخِبُ *

  وماءٌ صَخِبُ الآذِىِّ، إذا كان له صوت.

[صرب]

  الصَّرْبُ: اللبنُ الحامضُ جدًّا. يقال: جاءنا بصَرْبَةٍ تَزْوِى الوَجْهَ. وكذلك الصَّرَبُ بالتحريك. والصَّرَبُ أيضاً: الصمغ الأحمر، وهو صمغُ الطَلْحِ. قال الشاعر:

  أَرْضٌ عن الخَيْرِ والسُلْطَانِ نَائِيَةٌ ... فالأَطْيَبَانِ بها الطُرْثُوثُ والصَّرَبُ

  الواحدة صَرَبَةٌ. وربما كانت الصَّرَبَةُ مثل رأس السِنَّوْرِ، وفى جوفها شئ كالغِرَاءِ والدِبْسِ يُمَصُّ ويُؤْكَلُ.

  والمِصْرَبُ: الإناء الذى يُصْرَبُ فيه اللبن، أى يُحْقَنُ. تقول: صَرَبْتُ اللبن فى الوَطْب، واصطربته، إذا جمعته فيه شيئاً بعد شئ وتركته لِيحْمَض.

  وتقول أيضاً: صَرَبَ بَوْلَهُ، إذا حَقَنَهُ، ومنه قيل للبَحِيرَةِ صَرْبَى على فَعْلَى، لأنهم كانوا لا يحلبونها إلا للضَيف فيجتمع اللبن فى ضَرْعها.

  وصَرَبَ الصَبَّى ليَسْمَنَ، وهو إذا احتبس ذو بَطْنِهِ فيمكث يوماً لا يُحْدِثُ، وذلك إذا أراد أن يسمن.


(١) امرؤ القيس بن مالك الحميرى.