الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نشف

صفحة 1433 - الجزء 4

  كأَنّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِينٍ بِالنَّوَاصِفِ من دَدِ

  وقال الأصمعى: النَّوَاصِفُ: رحابٌ⁣(⁣١).

  والنَّصِيفُ: الخمارُ. قال النابغة:

  سَقَطَ النَّصِيفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ ... فتَنَاوَلَتْهُ واتَّقَتْنَا باليَدِ

  والنَّصِيفُ: نِصْفُ الشئ. والنَّصِيفُ: مكيالٌ، ومنه قول الشاعر⁣(⁣٢):

  لم يَغْذُهَا مُدٌّ ولا نَصِيفُ ... ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيفُ⁣(⁣٣)

  وفى الحديث: «ما بلغتم مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَهُ».

  ونَصَفْتُ الشئ، إذا بلغت نِصْفَهُ. تقول: نَصَفْتُ القرآن، أى بلغت النِّصْفَ. ونَصَفَ عُمرَهُ، ونَصَفَ الشيبُ رأسَه، ونَصَفَ الإزار ساقَه. قال أبو جُندبٍ الهذلىّ:

  وكنتُ إذا جَارى دَعَا لمَضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِى

  ونَصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ بمعنىً، ومنه قول المُسَيَّبِ بن عَلَسٍ يذكر غائصا:

  نَصَفَ النهارُ الماءُ غَامِرُهُ ... ورَفِيقُهُ بالغيب لا يَدْرِى

  يعنى «والماء غامِرُه» فحذف واو الحال.

  ونَصَفَهُمْ يَنْصُفُهُمْ نِصَافاً ونِصَافَةً، عن يعقوب، أى خَدَمَهُمْ. قال لبيد:

  لها غَلَلٌ من رازِقِىّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمَانِ عُجْمٍ يَنْصُفُونَ المَقاوِلا

  قوله لها، أى لظروف الخمر.

  والمَنْصَفُ بالفتح: نِصْفُ الطريق.

  والْمِنْصَفُ⁣(⁣٤) بكسر الميم: الخادمُ. هذا قول الأصمعى. والجمع مَنَاصِفُ.

  وأَنْصَفَ النهارُ، أى انْتَصَفَ. وأَنْصَفَ، أى عدل. يقال: أَنْصَفَهُ من نفسه، وانْتَصَفْتُ أنا منه.

  وتَنَاصَفُوا، أى أَنْصَفَ بعضُهم بعضاً من نفسه. ومنه قول الشاعر⁣(⁣٥):

  أَنِّى غَرِضْتُ إلى تَنَاصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيبِ الغائبِ⁣(⁣٦)


(١) فى اللسان: «رحاب من الأرض».

(٢) سلمة بن الأكوع.

(٣) بعده:

لكن غذاها اللين الخريف ... المحض والقارص والصريف

(٤) فى القاموس: والمنصفُ كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ: الخَادِمُ.

(٥) هو ابن هرمة.

(٦) قبله:

من ذا رسول ناصح فمبلغ ... عنى عليه غير قيل الكاذب