الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 186 - الجزء 1

  ويَعْقُوب: اسم رجلٍ لا ينصرف فى المعرفة للعجمة والتعريف؛ لأنه غُيِّر عن جهته فوقَعَ فى كلام العرب غير معروف المذهب.

  واليَعْقُوب: ذكر الحَجَل، وهو مصروف لأنه عربى لم يُغيَّر وإن كان مزيداً فى أوله فليس على وزن الفعل. قال الشاعر:

  * عالٍ يُقَصِّر دونَه اليَعْقُوبُ *

  والجمع اليَعَاقِيب.

  وإبل مُعَاقِبة: ترعى مَرَّةً فى حَمْض ومرة فى خُلّة، وأما التى تشرب الماء ثم تعود إلى المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهى العَواقِب. عن ابن الأعرابى.

  وأَعْقَبْت الرجلَ، إذا ركبتَ عُقْبَةً وركب هو عُقْبَةً، مثل المعاقبة.

  والعرب تُعْقِب بين الفاء والثاء وتُعاقِب، مثل جَدَث وجدف.

  العِقاب: العقوبة؛ وقد عاقبته بذنبه. وقوله تعالى: فَعاقَبْتُمْ⁣(⁣١)، أى فغَنِمتم.

  وعاقَبَه أى جاء بعَقِبه فهو، مُعَاقِبٌ وعقيبٌ أيضا. والتعقيب مِثله.

  والمُعَقِّبات: ملائكة الليل والنهار؛ لأنهم يتعاقبون، وإنما أنّث لكثرة ذلك منهم، نحو نَسَّابة وعَلَّامة. والمعقِّبات: اللواتى يقمن عند أعجاز الإبل المعترِكات على الحوض، فإذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى؛ وهى الناظرات العُقَب.

  وعَقَّب العَرْفُج، إذا اصفرتْ ثمرته وحانَ يُبسُه.

  والتعقيب أيضاً: أن يغزو الرجُل ثم يُثَنِّى من سَنتِه. قال طفيلٌ الغَنَوىّ يصف الخيل:

  طِوالُ الهوادِى والمتونُ صليبةٌ ... مَغاويرُ فيها للأمير مُعَقَّب

  وعَقَّب فى الأمر، إذا تردَّد فى طلبه مِجدًّا. قال لبيدٌ يصف حماراً وأتانَهُ:

  حَتَّى تَهَجَّر بالرَواحِ وهاجَها⁣(⁣١) ... طَلَبَ المُعَقّبِ حقَّه المظلومُ

  رفع المظلوم وهو نعت للمعقِّب على المعنى، والمعقّب خفضٌ فى اللفظ، ومعناه أنه فاعل.

  وتقول: ولَّى فلانٌ مدبِرا ولم يُعَقِّب، أى لم يَعطِف ولم ينتظر.

  والتعقيب فى الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيَها لدُعاءٍ أو مسألة. وفى الحديث: «من عَقَّبَ فى صلاةٍ فهو فى الصلاة».

  وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها تعقيبٌ، أى استثناء.

  وأعقبه بطاعته، أى جازاه. والعُقبى: جزاء الأمر. وأعْقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلَّفَ عَقِباً،


(١) هى قوله تعالى: {وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ}.

(١) فى اللسان: «فى الرواح وهاجه». وانظر خزانة الأدب ١: ٣٣٤ - ٣٣٥.