الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الميم

صفحة 1611 - الجزء 4

  المؤمنين، إنّا إنَّما كنّا عبيدَ مَمْلَكَةٍ ولم نكن عبيد قِنّ».

  قال الكسائىّ: الْقِنُ: أن يكون مُلِكَ هو وأبواه. والْمَمْلَكَةُ: أن يَغلِب عليهم فيستعبدَهم وهم فى الأصل أحرارٌ. ويقال: القِنُّ: المشتَرى.

  وقولهم: ما فى مِلْكِهِ شئ ومَلْكِهِ شئ، أى لا يَمْلِكُ شيئا. وفيه لغة ثالثة: ما فى مَلَكَتِهِ شئ بالتحريك، عن ابن الأعرابى. يقال: فلان حَسَنُ الْمَلَكَةِ، إذا كان حَسَنَ الصنع إلى مَمَالِيكِهِ. وفى الحديث: «لا يدخلُ الجنةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ».

  قال ابن السكيت: يقال لأَذْهَبَنَّ فإمّا مُلْكٌ وإمّا هُلْكٌ. قال: ويقال أيضاً: فإمّا مَلْكٌ وإمّا هَلْكٌ بالفتح.

  ومِلَاكُ الأمرِ ومَلَاكُهُ: ما يقوم به. ويقال القلب مِلَاكُ الجسَد. وما لفلانٍ مَوْلَى مَلَاكَةٍ دون الله، أى لم يَمْلِكْهُ إلَّا الله.

  وفلان ما له مَلَاكٌ بالفتح، أى تَمَاسُكٌ.

  وما تَمَالَكَ أن قال ذلك، أى ما تماسَك.

  ومُلُكُ الدابة، بضم الميم واللام: قوائمُها وهاديها. ومنه قولهم: جاءنا تقوده مُلُكُهُ. حكاه أبو عبيد.

  والْمَلَكُ من الملائكة واحد وجمع، قال الكسائى: أصله مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة، من الأَلُوكِ، وهى الرسالة، ثم قُلِبَت وقُدِّمَتْ اللام فقيل مَلْأَكٌ. وأنشد أبو عبيدةَ لزجلٍ من عبد القيس جاهلىّ يمدح بعض الْمُلُوكِ:⁣(⁣١)

  فلَسْتَ لإنْسِىّ ولكنْ لَمْلأَكٍ ... تَنزَّلَ من جَوِّ السماءِ يَصُوبُ

  ثم تُركت همزته لكثرة الاستعمال، فقيل مَلَكٌ، فلمَّا جمعوه ردّوها إليه فقالوا مَلَائِكَةٌ ومَلَائِكُ أيضاً. قال أميَّةُ بن أبى الصَلت:

  فكَأَنَ⁣(⁣٢) بِرْقِعَ والملائكُ حوله ... سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القوائِمُ أَجْربُ⁣(⁣٣)

  ويقال أيضاً: الماء مَلَكُ أَمْرٍ، أى يقوم به الأمر. قال أبو وَجْزَة:


(١) هو لأبى وَجْزَةَ يمدح به عبد الله بن الزبير، قاله ابن السيرافى.

(٢) برقع بالكسر: اسم السماء السابعة لا ينصرف. وسَدِر، أى بحر. وأجرب: صفة البحر المشبَّه به السماء، فكأنّه صفة البحر لما يحصُل فيه من الموج، أو لأنّه تُرى فيه الكواكب كما تُرى فى السماء، فهى كالجرب له. وأما سماء الدنيا فهى الرقيع. قاله الجوهرى.

(٣) وصوابه أجرد، كما نص عليه ابن برى، وهو من قصيدة دالية ومطلعها:

تعلم فإن الله ليس كصنعه ... صنيع ولا يخفى على الله ملحد