الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

بغل

صفحة 1637 - الجزء 4

  فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقَالَهَا

  ولم يقل أَبْقَلَتْ⁣(⁣١)، لأنَّ تأنيث الأرض ليس بتأنيث حقيقىّ.

  وابْتَقَلَ الحمارُ، أى رعَى الْبَقْلَ. قال الهذَلىّ⁣(⁣٢):

  تاللهِ يَبْقَى على الأيامِ مُبْتَقِلٌ ... جَوْنُ السَرَاةِ رَباعٍ سِنُّهُ غَرِدُ

  أى لا يبقى. وَتَبَقَّلَ مثلُه. قال أبو النجم:

  * تَبَقَّلَتْ فى أوّل التَّبَقُّلِ⁣(⁣٣) *

  والْبَاقِلَّا، إذا شدّدت اللام قصرْتَ، وإذا خفّفت مددتَ⁣(⁣٤)؛ الواحدة بَاقِلَّاةٌ على ذلك.

  وقولهم فى المثل: «أعيا من بَاقِلٍ» هو اسم رجل من العرب، وكان اشترى ظبياً بأحد عشر درهما، فقيل له: بكم اشتريته؟ ففتح كفّيه وفرّق أصابعه وأخرج لسانه، يشير بذلك إلى أحد عشر، فانفلت الظبىُ، فضربوا به المثلَ فى العِىِّ. قال حُميدٌ⁣(⁣٥) يهجو ضيفاً له:

  أَتَانَا وما دَانَاهُ سَحْبانُ وَائِلٍ ... بَياناً وعِلْماً بالذى هو قائِلُ

  فما زال عنه اللَقْمُ حتّى كأنّه ... من العِىِّ لَمَّا أنْ تَكَلَّمَ بَاقِلُ

  وقول الراجز⁣(⁣٦):

  بَرِّيّةٌ لم تَعْرِفِ المُرَقَّقَا⁣(⁣٧) ... ولم تَذُقْ من الْبُقُولِ فُسْتُقا

  ظنَّ هذا الأعرابىُّ أن الفستقَ من الْبَقْلِ.

  وهكذا يروى بالباء، وأنا أظنُّه بالنون؛ لأن الفستق من النَقْلِ وليس من الْبَقْلِ.


(١) قوله ولم يقل أبقلت الخ: هذا فيما أسند الفعل الظاهر، نحو طلع الشمس وطلعت الشمس.

وأما إذا أسند للضمير فيستوى فيه الحقيقى والمجازى فيتعين التأنيث، نحو الشمس طلعت، ولا يجوز الشمس طلع. وهذا البيت شاذّ كما قاله النحويون.

(٢) هو مالك بن خويلد الخزاعى الهذلى.

(٣) قبله:

كوم الدرى من خول المخول

وبعده:

بين رماحى مالك ونهشل

(٤) وإذا خففت مددت فقلت البَاقِلَاءُ، واحدته بَاقِلَّةٌ وبَاقِلَاءَة. وحكى أبو حنيفة البَاقِلَّى بالتخفيف والقَصْرِ. عن اللسان.

(٥) فى نسخة زيادة «الأرقط» وزيادة بيت بعد البيت الأول:

تدبل كفاه ويحدر حلقه ... إلى البطن ما حازت إليه الأنامل

(٦) الراجز هو أبو نُخَيلَةَ.

(٧) فى اللسان: «لم تأكل».