الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

غرب

صفحة 191 - الجزء 1

  وتقول: أَغَبّت الإبلُ من غِبِ الوِرد. وأغَبَّت الحمَّى وغَبَّتْ بمعنًى. وفلان لا يُغِبُّنا عطاؤه، أى لا يأتينا يوماً دون يوم، بل يأتينا كلَّ يوم. ومنه قول الراجز:

  * وحُمَّرَاتٌ شُربُهنَ غِبُ *

  أى كلَّ ساعة.

  والغُبُ: الغامض من الأرض، والجمع أَغْبَاب وغُبُوب.

  وغُبَّة بالضم: فرخُ عُقَابٍ كان لبنى يَشْكر، وله حديث.

  والغَبِيبة من ألبان الغنم يُحلَب غُدوةً ثم يُحلب عليه من الليل، ثم يُمخَض من الغد.

  والغَبَبُ للبقَر والديك: ما تدلَّى تحت حنكهما، وكذلك الغَبْغَبُ. والغَبْغَبُ أيضاً: المَنْحَر بمنًى، وهو جُبَيْل. قال الشاعر⁣(⁣١):

  * والراقصاتِ إلى مِنًى فالغَبْغَبِ⁣(⁣٢) *

[غرب]

  الغُربة: الاغتراب، تقول منه: تَغَرّب، واغتربَ، بمعنًى، فهو غريب وغُرُب أيضاً بضم الغين والراء. وقال⁣(⁣١):

  وما كانَ غضُّ الطرف منا سَجِيّةً ... ولكنَّنا فى مَذْحِج غُرُبانِ⁣(⁣٢)

  والجمع الغُرَبَاء. والغُرَباء أيضاً: الأباعد.

  واغترب فلانٌ، إذا تزوَّج إلى غير أقاربه.

  وفى الحديث «اغترِبُوا لا تُضْوُوا». والمُغَرِّب: الذى يأخذ فى ناحية المَغْرِب.

  وقال قيس بن المُلَوَّح:

  وأصبحت من لَيْلَى الغداةَ كناظرٍ ... مع الصُبحِ فى أعقاب نجمٍ مُغَرِّبِ

  ويقال أيضاً: «هل جاءكمْ مُغَرِّبةُ خَبَرٍ»، يعنى الخَبرَ الذى طرأ عليهم من بلدٍ سوى بلدهم.

  وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومغرَّب أيضاً بفتح الراء، أى بعيد.

  والتَّغْرِيب: النفى عن البلد.

  وغُرَّب، بالتشديد: اسم جبلٍ دونَ الشام فى بلاد بنى كلب، وعنده عينُ ماء تسمَّى غُرَّبَة.

  وأغْرَب الرجلُ: جاء بشئٍ غريب.

  وأَغْرَبْتُ السقاءَ: ملأتُه. قال بشر:


(١) هو نهيكة الفزارى يقوله لعامر بن الطفيل.

(٢) صدره:

يا عام لو قدرت عليك رماحنا

وبعده:

لتقيت بالوجعاء طعنى مرهف ... حران او لثويت غير محسب

(١) طهمان بن عمرو الكلابى.

(٢) وقبله:

واني والعبسى في أرض مذحج ... غريبان شتى الدارمختلفان