الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

قبل

صفحة 1796 - الجزء 5

  والقَبَلَ أيضاً: فَحَجٌ، وهو أن يتدانى صدر القدمين ويتباعد عَقِبَاهُما.

  ويقال أيضاً: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئى قَبْلَ ذلك.

  والقَبَلُ فى العين: إقْبَالُ السوادِ على الأنف، وقد قَبِلَتْ عينُه، وأَقْبَلْتُهَا أنا. ورجلٌ أَقْبَلُ بيِّن القَبَلِ، وهو الذى كأنّه ينظر إلى طَرَف أنفه. قالت الخنساء⁣(⁣١):

  ولما أنْ رأيتُ الخيلَ قُبْلاً ... تُبَارِى بالخدود شَبَا العَوَالِى

  وشاةٌ قَبْلَاءُ بَيِّنَةُ القَبَلِ، وهى التى أَقْبَلَ قرناها على وجهها.

  والقَبَلُ أيضاً: أن تشرب الإبل الماءَ وهو يُصَبُّ على رُءوسِهَا ولم يكُنْ لها قَبْلَ ذلك شئٌ.

  وتكلم فلانٌ قَبَلاً فأَجَادَ، وهو أن يتكلّم ولم يستعدّ له.

  الأصمعىّ: رَجَزْتُهُ قَبَلاً، إذا أنشدته رَجَزاً لم تكُن أَعْدَدْتَهُ.

  والقَبَلُ أيضاً: جمع قَبَلَةٍ، وهى الفُلْكَةُ، وهى أيضاً ضربٌ من الخَرَزِ يُؤَخَّذُ بها. وتقول السَاحِرَةُ: يَا قَبَلَةُ أَقْبَلِيهِ. وربّما عُلِّقَتْ فى عُنُق الدَابَّةِ تُدْفَعُ بها العينُ.

  ورأيته قَبَلَا وقُبُلاً بالضم، أى مُقَابَلَةً وعِيَاناً.

  ورأيته قَبَلا بكسر القاف. قال تعالى: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً}، أى عِيَاناً.

  ولى قِبَلَ فلانٍ حَقٌّ، أى عنده.

  ولا أكلمك إلى عَشْرٍ من ذِى قِبل، أى فيما اسْتَأْنِفُ.

  وَمَا لِى به قِبَلٌ، أى طَاقَةٌ.

  والقَابِلَةُ من النساءِ مَعروفةٌ. يقال: قَبِلَتِ القَابِلَةُ المرأةَ تَقْبَلُهَا قِبَالَةً، إذا قَبِلَتِ الوَلَدَ، أى تَلَقَّتْهُ عند الوِلَادَةِ، وكذلك قَبِلَ الرَجلُ الدَلْوَ من المُسْتَقِى قَبُولاً، فهو قَابِلٌ.

  والقَبِيلُ والقَبُولُ: القَابِلَةُ. قال الأعشى:

  * كَصَرْخَةِ حُبْلَى أسلمتها قَبيلُهَا⁣(⁣٢) *


(١) قال ابن برى: الشعر للَيْلَى الأخيلية، قالته فى فائض بن أبى عقيل، وكان قد فرعن توبة يوم قتل. والصواب فى إنشاده: «ولما أن رأيت» بفتح التاء لأن بعد البيت:

نسيت وصاله وصددت عنه ... كما صد الأزب عن الظلال

(٢) قبله:

وأني ورب الساجدين عشية ... وماصك ناقوس النصارى أبيلها

أصالحكم حتى تبوموا بمثلها ... كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها

يقول: لا أصالحكم حتى تعترفوا بمثل الحرب التى أوقعتموها وتصرخوا من شدتها كصُراخ المرأة الحامل التى ضربها المخاض.