الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لعل

صفحة 1815 - الجزء 5

  الحديث أنّ رجلاً أتى رسول الله ÷ وهو يقاتل العدوَّ فسأله سيفاً يُقاتِلُ به، فقال له: «فلعلك إنْ أعطيتُكَ أنْ تقومَ فى الكيُّول» فقال: لا. فأعطاه سيفاً، فجعل يُقاتل به وهو يرتجز، ويقول:

  إنِّى امْرُؤٌ عَاهَدَنِى خَلِيلِى ... أَنْ لَا أَقُومَ الدَهْرَ فى الكَيُّولِ

  أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللهِ وَالرَسُولِ⁣(⁣١)

  وإنما سكَّنَ الباء فى أَضْرِبْ لكثرة الحركات.

  وتكلَّى الرَجلُ، أى قَامَ فى الكيُّول.

  والأصل تَكيَّلَ، وهو مقلوبٌ منه.

فصل اللام

[لعل]

  لعَلّ كلمةُ شَكٍّ، وأصْلُها عَلّ، واللام فى أوّلها زائدة. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  يَقولُ أُناسٌ عَلَ مَجْنُونَ عامرٍ ... يَرُومُ سُلوًّا قُلْتُ إنى لِمَابِيَا

  ويقال لَعَلِّى أَفْعَلُ ولَعَلَّنِي أفعَلُ، بمعنًى.

[ليل]

  الليلُ واحد بمعنى جَمْع، وواحِدتُهُ ليلةٌ مثل تمرةٍ وتمرٍ. وقد جُمِعَ عَلَى لَيَالٍ فزادوا فيها الياءَ عَلَى غيرِ قياسٍ. ونظيره أهلٌ وأهالٌ. ويقال: كان الأصلُ فيها لَيلَاةٌ فخذِفَتْ، لأنّ تصغيرَها لُيَيْليَة.

  وليلٌ أَلْيَلُ: شديدُ الظُلْمَةِ. قال الفرزدق:

  * والليلُ مُخْتَلِطُ الْغَيَاطِلِ أَلْيَلُ⁣(⁣٣) *

  وليلةٌ لَيْلَاءُ وليْلٌ لائلٌ، مثل قولك شِعْرٌ شاعرٌ فى التَأكِيدِ.

  الكسائىّ: عاملتُهُ مُلَايَلَةً، كما تقول:

  مُياوَمَةً من اليوم.

  ولَيْلَى: اسم امرأةٍ؛ والجمع ليالٍ. قال الراجز:

  لَمْ أَرَ فِى صَوَاحِبِ النِعَالِ ... اللَابِسَاتِ البُدَّنِ الحَوَالِى

  شِبْهاً لِلَيْلَى خَيْرَةِ الليَّالِى

  وذكَرَ قومٌ أنّ اللَّيْلَ وَلدَ الكرَوانِ، والنَهارَ ولدَ الحُبَارَى. وقد جاء ذلك فى بعض الأشعار⁣(⁣٤): وذكر الأصمعىّ في كتاب الفرق النَهارَ، ولم يذكر الليل.


(١) بعده:

ضرب غلام ماجد بهلول

(٢) هو مجنون بنى عامر.

(٣) صدره:

قالوا وخائره يرد عليهم

(٤) هو قوله:

أكلت النهار بنصف النهار ... وليلا اكلت بليل بهيم