الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

خضم

صفحة 1913 - الجزء 5

  وهم يَخْصِمُونَ} لأنَّ ما كان مِن قولك فَاعَلْتُهُ ففَعَلْتُهُ، فإنّ يَفْعَلُ منه يُرَدّ إلى الضم إذا لم يكن فيه حرفٌ من حروف الحلق من أى باب كان من الصحيح. تقول: عَالَمْتُهُ فعَلَمْتُهُ أَعْلُمُهُ بالضم، وفَاخَرْتُهُ ففَخَرْتُهُ أَفْخَرُهُ بالفتح لأجل حرف الحلق. وأمَّا ما كان من المعتلّ مثل وجَدت وبعت ورمَيت وخَشِيت وسَعَيت فإنَّ جميع ذلك يردُّ إلى الكسر، إلّا ذواتِ الواو فإنّها تردّ إلى الضم تقول: راضيته فرَضَوْتُهُ أَرْضُوهُ، وخاوفنى فخُفْتُهُ أَخُوفُهُ. وليس فى كلِّ شئِ يكون هذا.

  لا يقال نازعته فنَزَعْتُه، لأنّهم استغنوا عنه بغَلَبْتُهُ.

  وأما من قرأ: {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} يريد يختصمون فيقلب التاء صاداً فيُدغمه، وينقل حركته إلى الخاء. ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع الساكنين، لأنَّ الساكن إذا حرِّك حرِّك إلى الكسر.

  وأبو عمرٍو يختلس حركة الخاء اختلاسا. وأما الجمع بين الساكنين فيه فلَحْنٌ.

  والخَصِمُ بكسر الصاد: الشديد الخُصُومَةِ.

  والخُصْمُ، بالضم: جَانِبُ الْعِدْلِ وزاويتُه.

  يقال للمتاع إذا وقَعَ فى جانب الوعاء من خُرْجٍ أو جُوالقٍ أو عَيبةٍ: قد وقع فى خُصْمِ الوعاء، وفى زاوية الوعاء.

  وخَصْمُ كلِّ شئ: جَانِبُهُ وناحيته.

  وأَخْصَامُ العين: ما ضُمَّتْ عليه الأشفار.

  واخْتَصَمَ القوم وتَخَاصَمُوا، بمعنًى.

  والسيفُ يخْتَصِمُ جَفْنَه، إذا أكلَه من حدّته.

[خضم]

  خَضِمْتُ الشئ⁣(⁣١) بالكسر، أَخْضَمُهُ خَضْماً. قال الأصمعىّ: هو الأكل بجميع الفم.

  والخُضُمَّةُ بالضم وتشديد الميم: مُستغلَظَ الذِراع. ويقال: إنَ الخُضُمَّةَ مُعْظم كلِّ أمر.

  والخِضَمُ، على وزن الهجفّ: الكثير العطاء.

  والخِضمُ أيضاً: الجمع الكثير. وقال⁣(⁣٢):

  * فاجتمعَ الخِضَمُ والخِضَمُ⁣(⁣٣) *

  والخِضمُ أيضا فى قول أبى وَجْزة السعدىّ: المُسِنُّ من الإبل⁣(⁣٤).


(١) خَضمَ من باب فَهِمَ وضَرَبَ.

(٢) العجاج.

(٣) بعده:

فخطموا أمرهم وزموا

(٤) فى الأساس: ومِسَنٌّ خِضَمٌّ: ذو جوهر وماء. قال أبو وجزة يصف نَصْلاً. وفى القاموس: والمِسَنُّ لأنّه إذا شَحَذَ الحديدَ قَطَعَ، وغَلط الجوهرىّ فقال هو المُسِن من الإبل فى قول أبى وجزة.

والبيت الذى أشار إليه هو:

شاكت رغامى قذوف الطرف خائفه ... هول الجنان نزور غير مخداج =