الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ثفن

صفحة 2089 - الجزء 5

  وقولهم: الثوب سَبْعٌ فى ثَمَانٍ، كان حقُّه أن يقال ثمانية، لأنَّ الطول يذرع بالذراع وهى مؤنثة، والعرض يُشْبَرُ بالشِبْر وهو مذكّر. وإنَّما أنَّثوه لمّا لم يأنوا بذكر الأشبار. وهذا كقولهم: صُمنا من الشهر خَمْساً، وإنما يراد بالصَوم الأيّامُ دونَ الليالى، ولو ذكر الأيّام لم يجد بدًّا من التذكير.

  وإنْ صغَّرت الثمانيةَ فأنت بالخيار: إن شئت حذفت الألف، وهو أحسن، فقلت ثُمَيْنِيَةٌ.

  وإن شئت حذفت الياء فقلت ثميِّنة، قلبت الألف ياءً وأدغمت فيها ياء التصغير. ولك أن تعوض فيهما.

  وأمَّا قول الشاعر⁣(⁣١):

  ولقد شَرِبْتُ ثَمَانِياً وثَمانِياً ... وثَمَانِ عَشْرَةً واثْنَتَيْنِ وأَرْبَعا

  فكان حقُّه أن يقول ثَمَانِى عَشْرَةَ، وإنَّما حذف الياء على لغة من يقول: طوال الأَيْدِ، كما قال الشاعر⁣(⁣٢):

  فَطِرْتُ بمُنْصُلِى فى يَعْمَلَاتٍ ... دَوامِ الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَرِيحا

  وثَمَنْتُ القوم أَثْمُنُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ ثُمُنَ أموالهم، وأَثْمِنُهُمْ بالكسر، إذا كنت ثَامِنَهُمْ.

  وأَثْمَنَ القومُ: صاروا ثَمَانِيَةً.

  وشئٌ مُثَمَّنٌ: جُعِل له ثمَانِيَةُ أركانٍ.

  وأَثْمَنَ الرجلُ، إذا وردت إبلُه ثِمْناً، وهو ظِمْءٌ من أَظمائِها.

  وقولهم: «هو أحمق من صاحب ضأنٍ ثَمَانِينَ»، وذلك

  أنّ أعرابيًّا بشّر كسرى ببُشْرى سُرَّ بها، فقال: سلنى ما شئت. فقال: أسألك ضأناً ثَمَانِينَ.

  والثَّمَنُ: ثَمَنُ المبيع. يقال: أَثْمَنْتُ الرجلَ متاعَه، وأَثْمَنْتُ له.

  وقول زهير:

  من لا يُذَابُ له شَحْمُ السَدِيفِ إذا ... زار الشتاءُ وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ

  فمن رواه بفتح الميم يريد أكثرها ثَمَناً، ومن رواه بالضم فهو جمع ثَمَنٍ، مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ.

  والثَّمِينُ: الثُمُنُ، وهو جزء من الثَّمَانِيَةِ.

  وقال⁣(⁣٣):

  فألقيتُ سَهْمِى بينهم حين أَوْخَشُوا⁣(⁣٤) ... فما صار لى فى القَسْمِ إلَّا ثَمِينُها.


(١) هو مضرّس بن ربعىّ الأسدى.

(٢) هو مضرّس بن ربعىّ الأسدى.

(٣) يزيد بن الطثرية.

(٤) فى اللسان: وألقيت سهمى وسطهم.