الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

غين

صفحة 2175 - الجزء 6

  وأمَّا قولهم: وادٍ مُغِنٌ، فهو الذى صار فيه صَوْت الذِبَّانِ، ولا يكون الذِبّانُ إلّا فى وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ.

  وأَغَنَ السقاءُ، إذا امتلأ.

  وأَغَنَ الوادى، فهو مُغِنٌ.

[غين]

  الغَيْنُ: العطَش؛ تقول منه: غِنْتُ أَغِينُ.

  وغَانَتِ الإبل، مثل غَامَتْ.

  والغَيْنُ: لغةٌ فى الغَيْمِ. قال يصف فرسا⁣(⁣١):

  كَأَنِّى بين خَافِيَتَىْ عُقَابٍ ... أصاب حمامةً⁣(⁣٢) فى يوم غَيْنِ⁣(⁣٣)

  وغِينَ على كذا، أى غُطِّىَ عليه. ومنه الحديث: «إنّه لَيُغَانُ على قَلبى».

  وأَغَانَ الغَيْنُ السماء، أى ألبَسها. قال رؤبة:

  أَمْسَى بِلَالٌ كالربيع المُدْجِنِ ... أَمْطَرَ فى أكناف غَيْمٍ⁣(⁣٤) مُغْيِنِ

  فأخرجَه على الأصل.

  والغَيْنُ: حرفٌ من حروف المعجم.

  والغِينَةُ بالكسر: ما سال من الجِيفة.

  وغَانَتْ نفسه تَغِينُ: غَثَتْ.

  أبو عبيدة: الأَغْيَنُ: الأخضر إلى السواد.

  وشجرةٌ غَيْنَاءُ، أى خضراء كثيرة الورَق ملتفّة الأغصان، والجمع غِينٌ.

  والغَيْنَةُ: الشَجْراء مثل الغَيْضَةِ. قال أبو العميثل: الغَيْنَةُ: الأشجار الملتفّة بلا ماء، فإذا كانت بماء فهى غَيْضَةٌ.

فصل الفاء

[فتن]

  الفِتْنَةُ: الامتحان والاختبار. تقول: فَتَنْتُ الذهبَ، إذا أدخلتَه النار لتنظُرَ ما جَودتُه.

  ودينارٌ مَفْتُونٌ. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ}.

  ويسمَّى الصائغُ الفَتَّانَ، وكذلك الشَيطان.

  وفى الحديث: «المؤمن أخو المؤمن يسعُهما الماء والشجر ويَتَعَاوَنَانِ على الفَتَّانِ» يروى بفتح الفاء وضمّها، فمن رواه بالفتح فهو واحد، ومن رواه بالضم فهو جمع.

  وقال الخليل: الفَتْنُ: الإحراق. قال الله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}.


(١) وهو رجل من بنى تغلب.

(٢) ويروى: تريد حمامةً فى يوم غَيْمِ.

(٣) قبله:

فداء خالتي وفدي صديق ... وأهلى كلهم لأبي قعين

فأنت حيوتني بعنان طرف ... شديد الشد ذى بذل وصون

(٤) فى اللسان: «غَيْنٍ مُغْينِ».