الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سمه

صفحة 2235 - الجزء 6

  تقديم هذا المنصوب، كما يجوز: غُلَامَهُ ضَرَبَ زَيْدٌ.

  وقال الفرّاء: لما حُوِّلَ الفعل من النّفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً، ليَدُلّ على أن السَّفَهَ فيه، وكان حُكْمُهُ أن يكون سَفِهَ زيدٌ نَفْساً، لأن المفسِّر لا يكون إلّا نكرة، ولكنه تُرِكَ على إضافته ونُصِبَ كنصب النكرة تشبيها بها ولا يجوز عنده تقديمه، لأن المفسِّر لا يتقدم.

  ومثله قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعًا وطِبْتُ به نَفْساً، والمعنى ضاق ذرعى به، وطابت نفسى به.

  وسَفُهَ فلان بالضم سَفَاهاً وسَفَاهَةً، وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً، لغتان، أى صار سَفِيهاً. فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَهُ وسَفِهَ رأيَه لم يقولوه إلّا بالكسر، لأن فَعُلَ لا يكون متعدّياً.

  وسَفِهْتُ الشرابَ أيضاً بالكسر، إذا أكثرت منه فلم تَرْوَ. وأسفهكَهُ الله.

  وسَافَهْتُ الدَنَّ أو الوطْبَ، إذا قَاعَدْتَهُ فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة.

[سمه]

  سَمَهَ الفرسُ يَسْمَهُ بالفتح فيهما سُمُوهاً: جَرَى جَرْياً لا يعرف الإعياء، فهو سَامِهٌ والجمع سُمَّهٌ.

  وقال⁣(⁣١):

  * لَيْتَ المُنَى والدهرَ جَرْىُ السُّمَّهِ⁣(⁣٢) *

  وسَمَهَ فهو سامِهٌ، أى دُهِشَ.

  أبو عمرو: جَرَى فلانٌ السُّمَّهَى، إذا جرى إلى غير أمر يعرفه.

  والسُّمَّهَى والسُّمَّيْهَى: الكذبُ والأباطيلُ.

  وذهبتْ إبلُهُ السُّمَّهَى: تفرَّقَتْ فى كلِّ وجهٍ.

  والسُّمَّهَى: الهواء بين السماء والأرض.

[سنه]

  السَّنَةُ: واحدة السنين. وفى نقصانها قولان: أحدهما الواو وأصلها سَنْوَةٌ، والآخر الهاء وأصلها سَنْهَةٌ مثل جَبْهَةٍ، لأنّها من سَنَهَتِ النخلةُ وتَسَنَّهَتْ، إذا أتت عليها السنون.

  ونخلةٌ سَنْهَاءُ، أى تحمل سَنَةً ولا تحمل أخرى. وقال بعض الأنصار⁣(⁣٣):

  فليست بسَنْهَاءَ ولا رُجَّبِيَّةٍ ... ولكن عَرَايَا فى السنينَ الجَوائِحِ


(١) رؤبة.

(٢) بعده:

لله در الغانيات المدة

قال ابن برى: ويروى فى رجزه: «جَرْىُ» بالرفع على خبر ليت، ومن نصبه فعلى المصدر أى يجرى جرى السُمَّهِ، أى ليت الدهر يجرى بنا فى مُنَانَا إلى غير نهاية ينتهى إليها.

(٣) سُوَيدُ بن الصامت.