الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سبرت

صفحة 251 - الجزء 1

  وكنّا وهُمْ كابْنَيْ سُبَاتٍ تفَرَّقَا ... سِوًى ثمّ كانا منجِداً وتَهَامِيا

  قالوا: السُّبَاتُ الدهر. وابْنَاهُ: الليل والنهار.

  والمَسْبُوتُ: الميّت والمغْشىُّ عليه. وكذلك العليلُ، إذا كان ملقًى كالنائم يُغْمِض عينَه فى أكثر أحواله، مَسْبُوتٌ.

  والسِّبْتُ، بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظِ، تُحْذَى منه النعال السِّبْتِيَّةُ. وفي الحديث: «يا صاحبَ السِّبْتَيْنِ اخلع سِبْتَيْكَ⁣(⁣١)»، و: «خرجَ الحجّاج يَتَوَذَّفُ فى سِبْتَيْنِ له⁣(⁣٢)». ورُطَبٌ مُنْسَبِتٌ، إذا عمّه الإِرطابُ.

  أبو عمرو: السَّبَنْتَى والسَبَنْدَى: الجرئ المُقْدِم من كلِّ شيء، والياء للإِلحاق لا للتأنيث، ألَا ترى أنَّ الهاء تَلْحَقُهُ، يقال سَبَنْتَاةٌ وسَبَنْدَاةٌ.

  قال ابن أحمرَ يصف رجلا:

  كأنّ الليلَ لا يَغْسُو عليه ... إذا زجَرَ السَّبَنْتَاة الأَمُونا

  يعنى النَاقَةَ.

  والسَّبَنْتَى والسَبَنْدَى أيضاً: النَمِر، ويشبه أن يكون سمِّىَ به لجراءته. قال الشمّاخ يرثى عمر ابن الخطاب ¥:

  وما كنتُ أخشى أن تكون وفاتُه ... بِكَفَّىْ سَبَنْتَى أزرقِ العينِ مطرقِ⁣(⁣١)

[سبرت]

  السُّبْرُوتُ من الأرض: القفر، والجمع السَّبَارِيتُ.

  والسُّبْرُوتُ: الشئ القليل. قال الراجز:

  * يا ابنةَ شيخٍ مالَهُ سُبْرُوتُ *

  أبو زيد: رجل سُبْروتٌ وسِبْرِيتٌ، وامرأة سُبْرُوتَةٌ وسِبْرِيتَةٌ، من رجالٍ ونساء سَبَارِيتَ، وهم المساكينُ والمحتاجون.

[ستت]

  سِتَّةُ رجال وسِتُ نسوة. وأصله سِدْسٌ، فأُبْدِلَ من إحدى السينين تاء وأدغم فيه الدال؛ لأنك تقول فى تصغيرها سُدَيْسَةٌ، وفى الجمع أَسداسٌ.

  قال ابن السكيت: تقول عندى سِتَّةُ رجال ونسوةٍ، أى عندى ثلاثةٌ من هؤلاء وثلاثٌ من هؤلاء. قال: وإن شِئْتَ قلتَ عندى سِتَّةُ رجالٍ ونسوةٌ فنَسَقْت بالنسوة على السِّتَّة، أى عندى سِتَّةٌ من هؤلاء وعندى نسوة. وكذلك كلُّ عددٍ احتمل أن يُفْرَدَ منه جمعان مثل السِّتِ والسَبْعِ وما فوقهما، فَلَكَ فيه الوجهانِ. فأمَّا إذا كان عددٌ لا يحتمل أن يفرد منه جمعانِ مثل الخمس والأربع


(١) وكذا ورد نصه فى اللسان. ثم قال: «وفى تسمية النعل المتخذة من السبت سبتاً اتساع، مثل قولهم: يلبس الصوف والقطن والإبريسم».

(٢) فى اللسان: «فى سبتيتين له».

(١) قال ابن برى: «البيت لمزرد أخى الشماخ». قال الصغانى: وليس له أيضاً، وقال أبو محمد الأعرابى: إنه لجزء أخى الشماخ، وهو الصحيح.