الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الألف

صفحة 2263 - الجزء 6

  وأَتَّيْتُ للماء تَأْتِيَةً وتَأْتيًّا، أى سهَّلتُ سبيلَه ليخرج إلى موضعٍ⁣(⁣١).

  والأَتِىُ: الجدولُ يُؤَتِّيهِ الرجلُ إلى أرضه.

  وهو فَعِيلٌ. يقال: جاءنا سيلٌ أَتِىٌ وأَتَاوِىٌ، إذا جاءك ولم يُصِبْك مطرُه. قال الراجز⁣(⁣٢):

  * سيلٌ أَتِىٌ مَدَّهُ أَتِىُ⁣(⁣٣) *

  والأَتِىُ أيضاً والأَتَاوِىُ: الغريبُ. ونسوةٌ أَتَاوِيَّاتٌ. قال الشاعر:

  لا يُعْدَلَنَ أَتَاوِيُّونَ تَضْرِبُهُمْ ... نَكْبَاءُ صِرٌّ بأصحاب المُحِلَّاتِ⁣(⁣٤)

  وأمَّا قول الشاعر⁣(⁣٥):

  أَلَمْ يَأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِى ... بما لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيادِ

  فإنَّما أثبت الياء ولم يحذفْها للجزم ضرورةً وردّه إلى أصله. قال المازنىّ: ويجوز فى الشعر أن تقول زيدٌ يَرْمِيُكَ برفع الياء، ويَغْزُوُكَ برفع الواو، وهذا قَاضِىٌ بالتنوين مع الياء، فتجرى الحرف المعتلّ مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه فى الأسماء والأفعال جميعاً لأنَّه الأصل.

  واسْتَأْتَتِ الناقةُ اسْتِئْتَاءً مهموز، أى ضَبِعَتْ وأرادت الفحل.

  والإتَاءُ: البركةُ والنَماءُ، وحملُ النخلِ⁣(⁣٦).

  تقول منه: أَتَتِ النخلةُ تَأْتُو إتاءً. وأنشد ابن السكيت⁣(⁣٧):

  هنا لك⁣(⁣٨) لا أُبَالِى نَخْلَ بَعْلٍ ... ولا سَقْىٍ وإنْ عَظُمَ الإتاءُ

  والمِيتَاءُ والمِيدَاءُ ممدودان: آخرُ الغاية حيث ينتهى إليه جَرْىُ الخيل.

  والمِيتَاءُ: الطريقُ العامرُ. ومجتمعُ الطريق أيضاً مِيتَاءُ ومِيدَاءٌ. يقال: بَنَى القومُ بيوتَهم على مِيتَاءٍ واحدٍ ومِيدَاءٍ واحدٍ.

  ودارِى بميتَاء دارِ فلانٍ ومِيدَاءِ دارِ فلانٍ، أى تِلقاءَ دَارِهِ ومحاذيةً لها.


(١) صواب العبارة «ليخرج من موضع إلى موضع».

(٢) العجاج.

(٣) قبله:

كأنه والهول عسكرى

(٤) قال الفارسىّ: ويروى: «لَا يَعْدِلَنَّ أَتَاويون»، فحذف المفعول، وأراد: لا يَعْدِلَنَّ أتاويُّونَ شأنهم كذا أنفسَهم.

(٥) قيس بن زهير العبسى.

(٦) فى المخطوطات: «والإتَاءُ: الغَلّةُ، وحَمْلُ النَخْلِ».

(٧) لعبد الله بن رواحةَ.

(٨) عَنَى بهنالك موضع الجهاد، أى أستشهد فأرزق عند الله فلا أبالى نخلاً ولا زرعاً.