الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أما

صفحة 2272 - الجزء 6

  * إذا تَرَامَى بَنو الإمْوَانِ بالعَارِ⁣(⁣١) *

  وأصل أَمَةٍ أَمَوَةٌ بالتحريك، لأنَّه يُجْمَعُ على آمٍ، وهو أَفْعُلٌ مثل أَيْنُقٍ، ولا تجمع فَعْلَةٌ بالتسكين على ذلك.

  وتقول: ما كُنْتِ أَمَةً، ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّةً.

  والنسبة إليه أَمَوِىٌّ بالفتح، وتصغيرها أُمَيَّةٌ.

  وأُمَيَّةُ أيضاً: قبيلةٌ من قريش، والنسبة إليها أُمَوِىٌ بالضم، وربَّما فتحوا. ومنهم من يقول أُمَيِّىٌ فيجمع بين أربع ياءاتٍ. وهو فى الأصل اسمُ رجل. وهما أُمَيَّتَانِ الأكبرُ والأصغرُ: ابنا عبد شَمس بن عبد مناف، أولاد عَلَّةٍ. فمن أُمَيَّةَ الكبرى أبو سُفيان بن حرب، والعَنابِسُ، والأعياصُ. وأُمَيَّةُ الصغرى هم ثلاثة إخوةٍ لِأُمٍّ اسمُها عبلة، يقال لهم العَبَلَاتُ بالتحريك.

  ويقال: اسْتَأْمِ أَمَةً غير أَمَتِكَ، بتسكين الهمز، أى اتَّخِذْ. وتَأَمَّيْتُ أَمَةً.

  وأَمَتِ السِنَّوْرُ تَأْمُو أُمَاءً، أى صاحت.

  وكذلك ماءتْ تَمُوءُ مُوَاءً.

  و (إمَّا) بالكسر والتشديد: حرفُ عطف بمنزلة أوْ فى جميع أحكامها، إلا فى وجهٍ واحد، وهو أنّك تبتدئ فى أو مُتَيَقِّناً ثم يدركك الشكّ، وإمّا تبتدئ بها شاكًّا.

  ولا بدَّ من تكريرها. تقول: جاءنى إمّا زيدٌ وإمّا عمروٌ. وقول الشاعر⁣(⁣٢):

  إمَّا تَرَىْ رأسى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ... شَمَطاً فأصبح كالثَغَامِ المُخْلِسِ⁣(⁣٣)

  يريد: إنْ تَرَىْ رأسى، وما زائدة. وليس من إمَّا التى تقتضى التكرير فى شئ. وكذلك فى المجازاة، تقول: إمَّا تَأْتِنِى أُكْرِمْكَ. قال الله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً}

  وقولهم (أمَّا) بالفتح فهو لافتتاح الكلام.

  وأَمَّا يتضمن معنى الجزاء، ولا بد من الفاء فى جوابه، تقول: أَمَّا عبدُ اللهِ فقائمٌ. وإنَّما احتيج إلى الفاء فى جوابه لأنَّ فيه تأويل الجزاء، كأنك قلت: مهما يكن من شئ فعبدُ اللهِ قائمٌ.

  وقولهم (أَيْمَا) و (إيمَا) يريدون أَمَّا وإمَّا، فيبدلون من إحدى الميمين ياءً. قال الأحوص:


(١) صدره:

أبا ابن أسماء أعمامي لها وأبى

التكملة ١١٥١.

(٢) حسان بن ثابت.

(٣) فى ديوانه: «المُحْوِلِ»، ويروى «المُمْحِلِ». ورواية المُخْلِسِ غير صحيحة.