الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أو

صفحة 2274 - الجزء 6

  رَمَتْهُ أَنَاةٌ من ربيعةِ عامرٍ ... نَؤُومُ الضُحَى فى مَأْتمٍ أىِّ مَأْتَمِ

  قال سيبويه: أصله وَنَاةٌ، مثل أَحَدٍ ووَحَدٍ من الوَنَى.

  ورجلٌ آنٍ، على فَاعِلٍ، أى كثير الأنَاةِ والْحِلم.

  والإنَاءُ معروف، وجمعه آنيَةٌ، وجمع الآنيَةِ الأَوَانِى، مثل سِقَاءٍ وأَسْقِيَةٍ وأسَاقٍ.

[أوا]

  المَأْوَى: كلُّ مكان يَأْوِى إليه شئٌ ليلا أو نهاراً.

  وقد أَوَى فلانٌ إلى منزله يَأْوِى أُوِيًّا، على فُعُولٍ، وإوَاءً. ومنه قوله تعالى: {قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ}.

  وآوَيْتُهُ أنا إيوَاءً، وأَوَيْتُهُ أيضاً، إذا أنزلته بك، فَعَلْتُ وَأَفْعَلْتُ بمعنًى، عن أبى زيد.

  ومَأْوِى الإبل، بكسر الواو: لغة فى مَأْوَى الإبل خاصّةً، وهو شاذٌّ، وقد فسَّرناه فى مَأْقِ العين من باب القاف.

  وتَأَوَّتِ الطيرُ تَأَوِّياً: تجمعتْ. وهُنَ أُوِىٌ، جمع آوٍ، مثال باكٍ وبُكِىٌّ، ومُتَأَوِّيَاتٌ. وقال العجاج يصف الأتافىّ:

  * كما تَدَانَى الحِدَأُ الأُوِىُ⁣(⁣١) *

  شبَّه كل أُثْفِيَةٍ بحِدأَةٍ.

  وأَوَيْتُ لفلان فأنا آوى له أَوْيَةً وإيَّةً أيضاً، تقلب الواو ياءً لكسرة ما قبلها وتدغم، ومَأْوِيَةً مخففةً، ومَأْوَاةٌ، أى أَرْثِى له وأَرِقُّ. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  * ولو أننى اسْتَأْوَيْتُهُ ما أَوَى لِيا⁣(⁣٣) *

  وابن آوَى يسمَّى بالفارسيّة «شِغَال»، والجمع بنات آوَى. وآوَى لا ينصرفَ، لأنَّه أَفْعَلَ وهو معرفة.

[أو]

  أَوْ: حرفٌ إذا دخل الخبرَ دلَّ على الشك والإبهام، وإذا دخلَ الأمرَ والنَهى دلَّ على التخيير أو الإباحة. فأمّا الشكّ فكقولك: رأيت زيداً أو عمراً. والإبهام كقوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

  والتخيير كقولك: كُلِ السمكَ أو اشرب اللبن، أى لا تجمعْ بينهما. والإباحة كقولك: جالِسِ


(١) قبله:

فخف والجنادل الثوى

(٢) ذو الرمة.

(٣) صدره:

على أمر من لم يشوني أمره