الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أا

صفحة 2276 - الجزء 6

  أبو عمرو: خرج القوم بآيَتِهِمْ، أى بجماعتهم لم يَدعُوا وراءهم شيئاً.

  ومعنى الآية من كتاب الله تعالى جماعةُ حُرُوفٍ. وأنشد لبُرْج بن مُسْهِر الطائىّ:

  خَرجْنا من النَقْبَيْنِ لا حَىَّ مثلُنَا ... بآيتنا نُزْجِى الِلقَاحَ المَطافِلا

  وتَأَيَّا، أى توقَّف وَتَمَكّثَ، تقديره تَعَيَّا.

  يقال: ليس منزلكم هذا منزل تَئِيَّةٍ، أى منزل تَلَبُّثٍ وتَحَبُّسٍ. قال الحُوَيْدِرةُ:

  ومُناخِ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُهُ ... قَمِنٍ من الحِدْثَانِ نابِى المَضْجَعِ

  و (أَىُ): اسمٌ معرَبٌ يُسْتَفْهَمُ به ويجَازَى، فيمن يعقل وفيما لا يعقل. تقول: أَيُّهُمْ أخوك؛ وأَيُّهُمْ يكرمْنى أُكْرِمْهُ. وهو معرفةٌ للاضافة، وقد تُتْرَكُ الإضافة وفيه معناها.

  وقد يكون بمنزلة الذى فيَحتاج إلى صلةٍ، تقول: أَيُّهُمْ فى الدار أخوك.

  وقد يكون نعتاً للنكرة، تقول: مررت برجُلٍ أىِ رجلٍ وأيِّما رجل، ومررت بامرأةٍ أيّةِ امرأة وبامرأتين أَيَّتما امرأتين. وهذه امرأة أَيَّةُ امرأةٍ وامرأتان أَيَّتُمَا امرأتين. وما زائدة.

  وتقول فى المعرفة: هذا زيدٌ أَيَّمَا رجلٍ، فتنصب أَيًّا على الحال. وهذه أَمَةُ اللهِ أَيَّتَمَا جاريةٍ.

  وتقول: أَىُّ امرأةٍ جاءتك وجاءك، وأَيَّةُ امرأةٍ جاءتك. ومررت بجاريةٍ أَىِ جاريةٍ⁣(⁣١).

  وجئتك بمُلَاءَةٍ أَىِّ مُلَاءَةٍ وأَيَّةِ مُلَاءَةٍ؛ كُلٌّ جائزٌ. قال الله تعالى: {وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.

  وأَىُ قد يُتَعَجَّبُ بها. قال جميل:

  بُثَيْنَ الْزَمِى لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتِهِ ... على كثرةِ الواشينَ أَىُّ مَعُونِ

  قال الفراء: أَىٌ يعمل فيه ما بعده ولا يَعمل فيه ما قبله، كقوله تعالى: {لِنَعْلَمَ أَيُ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى} فرفع. وقال: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}، فنصبه بما بعده.

  وأمّا قول الشاعر:

  تَصِيح بنا حنيفةُ إِذْ رَأَتنا ... وأَىَ الأرضِ نَذهب للصِيَاحِ

  فإنَّما نصبه لنزع الخافض، يريد: إلى أَىِّ الأرض؟ قال الكسائى: تقول: لَأَضْرِبَنَ أَيُّهُمْ فى الدار، ولا يجوز أن تقول: ضربتُ أَيُّهم فى الدار؛ ففرَّق بين الواقع والمتوقَّع المنتظَر.

  وإذا ناديتَ اسماً فيه الألف واللام أدخلتَ بينه وبين حرف النداء أَيُّهَا، فتقول: يا أَيُّهَا


(١) وأَيَّةِ جاريةٍ، كما فى المختار.