الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حيا

صفحة 2324 - الجزء 6

  وأَحْيَتِ الناقةُ، إذا حَيِىَ ولدُها، فهى مُحْىٍ ومُحْيِيَةٌ، لا يكاد يموت لها ولد.

  وأَحْيَا القومُ، أى صاروا فى الحَيا، وهو الخِصْبُ.

  وقد أتيت الأرض فأَحْيَيْتُهَا، أى وجدتها خِصبةً.

  واسْتَحْيَاهُ واسْتَحْيَا منه بمعنًى، من الحَيَاءِ.

  ويقال اسْتَحَيْتُ بياء واحدة، وأصله اسْتَحْيَيْتُ مثل اسْتَعْيَيْتُ، فأَعَلوُّا الياء الأولى وألقَوا حركتها على الحاء فقالوا: اسْتَحَيْتُ كما قالوا اسْتَعَيْتُ، استثقالاً لما دخلتْ عليها الزوائد. قال سيبويه: حُذِفَتْ لالتقاء الساكنين لأنَّ الياء الأولى تقلب ألفاً لتحرّكها. قال: وإنّما فعَلوا ذلك حيث كَثُرَ فى كلامهم. وقال أبو عثمان المازنىّ: لم تُحذف لالتقاء الساكنين؛ لأنّها لو حذفت لذلك لرَدُّوهَا إذا قالوا هو يَسْتَحِى، ولقالوا يستحِىُ كما قالوا يَسْتَبيُع.

  وقال أبو الحسن الأخفش: اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل؛ لأنَّ ما كان موضع لامه معتلًّا لم يُعِلوُّا عينه، ألَا ترى أنَّهم قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ.

  ويقولون: قلتُ وبعتُ، فيُعِلُّونَ العين لِمَا لم تعتلّ اللام، وإنَّما حَذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة، كما قالوا لا أَدْرِ فى لا أدرى.

  وقوله تعالى: {وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ} وقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً} أى لا يستبقى.

  والحَيَّةُ تكون للذَكَر والأنثى، وإنّما دخلتْه الهاء لأنّه واحدٌ من جنسٍ، كبَطّةٍ ودجاجةٍ، على أنَّه قد رُوى عن العرب: رأيت حَيًّا على حَيَّةٍ، أى ذكراً على أنثى.

  وفلان حَيَّةٌ ذَكَرٌ.

  والنسبة إلى حَيَّةٍ حَيَّوِىٌ.

  والحَيُّوتُ: ذَكَرُ الحَيَّاتِ. وأنشد الأصمعى:

  * ويأكل الحَيَّةَ والحَيُّوتَا⁣(⁣١) *

  والحَاوِى: صاحب الحَيَّاتِ، وهو فاعلٌ.

  والحَيَا، مقصورٌ: المطرُ والخصبُ، إذا ثنّيتَ قلت حَيَيَانِ، فتبيِّن الياء؛ لأن الحركة غير لازمة.

  والحَيَاءُ ممدودٌ: الاستحياءُ. والحَيَاءُ أيضاً: رَحِمُ الناقة، والجمع أَحْيِيَةٌ، عن الأصمعى.

  والحَيَوَانُ خلاف المَوَتَانِ.

  وأرضٌ مَحْيَاةٌ ومَحْوَاةٌ أيضاً، حكاه ابن السرّاج، أى ذات حَيَاتٍ.


(١) بعده:

ويجمق الأغفال والتابوتا ... ويخنق العجوز أو تموتا