الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لتت

صفحة 265 - الجزء 1

  وبمعانيها. تقول: ليت زيداً ذاهبٌ. وأما قول الشاعر⁣(⁣١):

  * يا ليتَ أيامَ الصِبَا رواجِعَا*

  فإنَّما أراد: يا ليت أيامَ الصبا لنا رواجِعَ، نصبه على الحال. وحكى النحويُّون أن بعضَ العرب يستعملها بمنزله وَجَدْتُ، فيعدّيها إلى مفعولين ويجريها مُجرى الأفعال، فيقول: ليت زيداً شاخصاً، فيكون البيت على هذه اللغة.

  ويقال: لَيْتِي ولَيْتَنِي، كما قالوا: لَعَلِّى ولَعَلَّنِى، وإنّى وإنّنى. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  َمُنْيَةِ جابِرٍ إِذْ قال لَيْتِي ... أصادفُه وأَغْرَمَ⁣(⁣٣) جُلَّ مَالِي

  واللِّيتُ بالكسر: صَفْحة العنق، وهما لِيتَانِ.

  ولَاتَهُ عن وجهه يَلوتُهُ ويَلِيتُهُ، أى حبسه عن وجهه وصرفه. قال الراجز⁣(⁣٤):

  وليلةٍ ذاتِ دُجًى⁣(⁣٥) سَرَيْتُ ... ولم يَلِتْنِي عن سُرَاهَا لَيْتُ

  أى لم يمنعْنى عن سُرَاهَا مانع. وكذلك أَلَاتَهُ عن وجهه، فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنًى.

  ويقال أيضاً: ما أَلَاتَهُ من عمله شيئاً، أى ما نقَصه، مثل أَلَتَهُ. قاله الفراء. وأنشد:

  ويأكلنَ ما أَعْنَى الوَلِىُّ فلم يُلِتْ ... كأنّ بحَافَاتِ النِهَاءِ المَزَارِعَا⁣(⁣١)

  وقوله تعالى: {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ}. قال الأخفش: شَبَّهُوا لاتَ بليسَ وأضمروا فيها اسم الفاعل. قال: ولا تكون لاتَ إلَّا مع حِينَ، وقد جاء حذف حِينَ فى الشعر، قال مازن ابن مالك: «حَنَّتْ ولَاتَ هَنَّتْ، وأنَّى لكِ مَقْرُوعٌ⁣(⁣٢)».

  فحذف الحِينَ وهو يريده. قال: وقرأ بعضهم ولَاتَ حِينُ مَنَاصٍ فرفع حِينُ وأضمر الخبر.

  وقال أبو عبيد: هى لا، والتاء إنّما زيدت فى حِينٍ، وكذلك فى تَلَانَ، وإنْ كتبتْ مفردة⁣(⁣٣). قال أبو وَجْزة:


(١) هو العجاج.

(٢) زيد الخيل.

(٣) فى العينى: «وأفقد بعض مالى». وقبله:

تمنى مزيد زيدا فلاقي ... اخا ثقة اذا اختلف العوالي

فى اللسان: «وأتلف جل».

(٤) الحذلى.

(٥) فى اللسان: «ذات ندى».

(١) البيت لعدى بن زيد.

(٢) قال فى المحكم إنه ليس بشعر. ومقروع: لقب عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وضمير «حنت» لهيجمانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم. انظر اللسان (قرع).

(٣) فى الأصل وكذا فى اللسان: «وأوان كتبت مفردة». وهو تحريف. وإنما المراد أن التاء زبدت فى أول الحين وإن رسمت مفردة قبلها.