الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

منا

صفحة 2498 - الجزء 6

  ما بين ضراب الفحل إيّاها وبين خَمسَ عشرةَ ليلة، وهى الأيام التى يستبرأ فيها لِقاحُها من حِيالها.

  يقال: هى فى مُنْيَتِهَا، وقد امْتُنِىَ للفحل. قال ذو الرمة يصف بيضةً:

  نَتُوجٍ ولم تُقْرَفْ بما يُمْتَنَى له ... إذا نُتِجَتْ ماتت وحَىَّ سَلِيلُها⁣(⁣١)

  يقول: هى حامل بالفرخ من غير أن يقارفها فحلٌ.

  ومِنًى مقصورٌ: موضعٌ بمكة، وهو مذكّر يصرف. وقد امْتَنَى القومُ، إذا أتَوا مِنًى. عن يونس. وقال ابن الأعرابى: أَمْنَى القوم.

  والْأُمْنِيَّة: واحدة الْأَمَانِىّ⁣(⁣٢). تقول منه: تَمَنَّيْتُ الشئ، ومَنَّيْتُ غيرى تَمْنِيَةً.

  وتَمَنَّيْتُ الكتابَ: قرأته. قال تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ}.

  ويقال: هذا شئٌ رويتَه أم شئ تَمَنَّيْتَهُ.

  وفلان يَتَمَنَّى الأحاديثَ، أى يفتعلها، وهو مقلوب من الْمَيْن، وهو الكذب.

  ومَنَوْتُهُ ومَنَيْتُهُ، إذا ابتليتَه.

  ويقال: لَأُمَنِّيَنَّكَ مَنَاوَتَكَ، أى لأَجزينَّك جزاءك.

  والْمُمَانَاةُ: المطاولة. وقال⁣(⁣٣):

  فإلَّا يَكُنْ فيها هُرَارٌ فإنَّنى ... بِسِلٍ يُمَانِيهَا إلى الحول خائِفُ⁣(⁣٤)

  والْمُمَانَاةُ: الانتظار، وأنشد أبو عمرو:

  عُلِّقْتُهَا قبل انْضِباحِ لَوْنِى ... وجُبْتُ لَمَّاعًا بعيدَ البَوْنِ

  من أجلها بِفتْيَةٍ مانَوْنِى

  أى انتظَرونى حتّى أُدرك بُغيتى.

  أبو زيد: يقال مَانَيْتُكَ غير مهموز، أى كافأتك.

  ومَنَاةُ: اسم صنَم كان لهُذَيل وخُزاعة بين مكّة والمدينة، والهاء للتأنيث وتسكت عليها بالتاء، وهى لغة. والنسبة إليها مَنَوِىٌّ.

  وعبدُ مَنَاةَ بن أُدِّ بن طابخة، وزيد مَنَاةَ


(١) قبله:

وبيضاء لا تنحاش منا وأشها ... إذا مارأتنا زيل منا زويلها

(٢) فى المختار: يقال فى جمعها أَمَانٍ وأَمَانِىُّ بالتخفيف والتشديد. كذا نقله عن الأخفش فى (فتح).

(٣) غيلان بن حريث.

(٤) الهرار: داء يأخذ الإبل تسلح منه. والباء فى بسِلٍّ، زائدة، أى خائف سلا. قاله الجوهرى.