الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نحا

صفحة 2504 - الجزء 6

  وانْتَحَيْتُ لفلانٍ، أى عَرَضت له. وأَنْحَيْتُ على حَلْقه السكّيَن، أى عرضت. ونَحَّيْتُهُ عن موضعه تَنْحِيَةً، فتَنَحَّى.

  وقال⁣(⁣١):

  * كتَنْحِيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ⁣(⁣٢) *

  والنَّحْوُ: إعراب الكلام العربىّ، وحُكى عن أعرابىٍّ أنّه قال: «إنكم لتنظرون فى نُحُوٍّ كثيرة»، فشبَّهها بعُتُوٍّ، وهو قليل، والوجه فى مثل هذا الواو إذا جاءت فى جمعٍ الياء، كقولهم فى جمع ثَدْىٍ وعَصاً وحَقْوٍ: ثُدِىٌّ وعُصِىٌّ وحُقِىٌّ.

  وبنو نَحْوٍ: قومٌ من العرب.

  والنِّحْىُ بالكسر: زِقٌّ للسمن، والجمع أَنْحَاءٌ، عن أبى عبيدة. وفى المثل: «أَشْغَلُ من ذات النِّحْيَيْنِ»، وهى امرأةٌ من تَيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن فى الجاهلية، فأتاها خَوَّاتُ ابن جُبَير الأنصارى فساومَها فحلّت نِحْياً مملوءًا فقال: أَمْسِكِيهِ حتَّى أنظر إلى غيره، ثم حلّ آخر وقال لها: أَمْسِكِيهِ، فلمَّا شغل يدَيْها ساوَرَها حتَّى قضى ما أراد وهرب، فقال فى ذلك:

  وذاتِ عيالٍ وَاثِقِينَ بعقلها ... خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ

  وشَدَّتْ يديها إذْ أردتُ خِلَاطَها ... بنحْيَيْنِ من سَمْنٍ ذَوَىْ عُجراتِ

  فكانتْ لها الويلاتُ من تَرْكِ سَمْنِها ... ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بَتاتِ

  فشَدَّتَ على النِّحْيَيْنِ كَفًّا شحيحةً⁣(⁣٣) ... على سَمْنِها والفتكُ من فَعَلاتِى

  ثمَّ أسلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً فقال له رسول الله ÷: «يا خوّاتُ كيف كان شِرَادُكَ» وتبسَّمَ رسول الله ÷، فقال: يا رسول الله، قد رزَقَ اللهُ خيراً، وأعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ.

  وهجا رجلٌ بنى تيم الله فقال⁣(⁣٤):

  أناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ منهم ... فعُدُّوها إذا عُدَّ الصَمِيمُ⁣(⁣٥)


(١) النابغة الجعدى.

(٢) صدره:

أمر ونحي عن زوره

(٣) قال ابن برّى: الصواب «كَفَّىْ شحيحةٍ» تثنية كَفٍّ.

(٤) العُدَيْلُ بن الفرخ.

(٥) قبله:

تزحزح يا ابن تيم الله عنا ... فما بكر أبوك ولا تميم =