الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وغى

صفحة 2527 - الجزء 6

  الافتعال توهَّموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه إتَقَى يَتَقِى بفتح التاء فيهما [مُخفَّفة⁣(⁣١)]، ثم لم يجدوا له مثالاً فى كلامهم يُلحقونه به فقالوا: تَقَى يَتْقِى مثل قَضَى يَقْضِى. قال أوس:

  تَقَاكَ بِكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّهُ ... يَداكَ إذا ما هُزَّ بالكفِّ يَعْسِلُ

  وقال آخر⁣(⁣٢):

  جَلَاهَا الصَيْقَلُونَ فَأَخْلَصُوهَا ... خِفَافاً كُلُّهَا يَتْقِى بِأَثْرِ

  وقال آخر⁣(⁣٣):

  ولا أَتْقِى الغَيُورَ إذا رآنى ... ومِثْلِى لُزَّ بالحَمِسِ الرَبِيسِ

  ومن رواها بتحريك التاء فإنَّما هو على ما ذكرنا من التخفيف.

  وتقول فى الأمر: تَقِ، وللمرأة: تَقِى.

  وقال⁣(⁣٤):

  زَيَادَتَنَا نُعْمَانُ لا تَقْطَعَنَّهَا ... تَقِ اللهَ فينا والكتابَ الذى تَتْلُو

  بنى الأمر على المخفّف فاستغنى عن الألف فيه بحركة الحرف الثانى فى المستقبل.

  والتَّقْوَى والتُّقَى: واحدٌ، والواو مبدَلَةٌ من الياء على ما ذكرنا فى رَيَّا.

  والتُّقَاةُ: التَّقِيَّةُ. يقال: اتَّقَى تَقِيَّةً وتُقَاةً، مثل اتَّخَمَ تُخَمَةً.

  والتَّقِىُ: المُتَّقِى. وقد قالوا: ما أَتْقَاهُ لِلَّهِ.

  وقول الشاعر:

  ومَنْ يَتَّقِ فإنَّ اللهَ مَعْهُ ... ورِزْقُ اللهِ مُؤْتَابٌ وغادِى

  فإنَّما أدخل جَزْماً على جزمٍ للضرورة.

  ويقال: قِ على ظَلْعِكَ، أى الْزَمْهُ وارْبَعْ عليه، مثل: ارْقَ على ظَلْعِكَ.

  وسرجٌ وَاقٍ، إذا لم يكن مِعْقَرًا.

  وفرسٌ واقٍ، إذا كان يهاب المشى من وجَعٍ يجده فى حافره. وقد وَقَى يَقِى، عن الأصمعى.

  ويقال للشجاع: مُوَقَّى، أى مَوْقِىٌ جدًّا.

  وتَوَقَّى واتَّقَى بمعنًى.

  ووَقَاهُ الله وِقَايَةً بالكسر، أى حَفِظه.

  والْوِقَايَةُ أيضاً: التى للنّساء. والْوَقَايَةُ بالفتح لغةٌ.

  والْوِقَاءُ والْوَقَاءُ: ما وَقَيْتُ به شيئاً.

  والْأُوقِيَّةُ فى الحديث: أربعون درهَماً،


(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) خفاف بن ندبة.

(٣) الأسدى.

(٤) عبد الله بن همام السلولىّ.