الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

يدى

صفحة 2540 - الجزء 6

  كما كان يحذفها مع التنوين. والذاهبُ منها الياء، لأنَّ تصغيرها يُدَيَّةٌ بالتشديد لاجتماع الياءين.

  وبعض العرب يقولون لِلْيَدِ يَدًى، مثل رَحًى. قال الراجز:

  يَا رُبَّ سَارٍ بَاتَ ما تَوَسَّدَا⁣(⁣١) ... إلّا ذِرَاعَ العَنْسِ أو كَفَ الْيَدَى

  وتثنيتها على هذه اللغة يَدَيَانِ، مثل رَحَيَانِ.

  قال الشاعر:

  يَدَيَانِ بيضاوان عند مُحَرِّقٍ⁣(⁣٢) ... قد ينفعانك منهما⁣(⁣٣) أن تُهْضَما

  والْيَدُ: القوةُ. وأَيَّدَهُ، أى قوّاه.

  وما لى بفلان يَدَانِ، أى طاقةٌ. قال تعالى: {وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ}.

  وقوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} أى عن ذِلّةٍ واستسلام، ويقال: نقداً لا نسيئةً.

  والْيَدُ: النعمةُ والإحسانُ تصطنعه، وتجمع على يُدِىٍ ويِدِىٍ، مثل عُصِىٍّ وعِصِىٍّ. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  * فإنَّ له عندى يَدِيًّا وأَنْعُمَا⁣(⁣٥) *

  وإنَّما فتح الياء كراهةً لتوالى الكسَرات، ولك أن تضمها. وتجمع أيضا على أَيْدٍ، قال الشاعر⁣(⁣٦):

  تَكُنْ لَكَ فى قومى يَدٌ يشكرونها ... وأَيْدِى النَدَى فى الصالحين قُرُوضُ

  اليزيدى: يَدِىَ فلانٌ من يَدِهِ، أى ذهبتْ يَدُهُ ويَبِسَتْ. يقال: ما لَه يَدِىَ من يَدِهِ! وهو دعاءٌ عليه، كما يقال: ما له تَرِبَتْ يَدَاهُ.

  ويَدَيْتُ الرجلَ: أصبتُ يَدَهُ، فهو مَيْدِىٌ.

  فإن أردت أنَّك اتخذت عنده يَدًا قلت: أَيْدَيْتُ عنده يَدًا فأنا مُودٍ، وهو مُودًى إليه. ويَدَيْتُ لغةٌ. قال الشاعر⁣(⁣٧):

  يَدَيْتُ على ابن حَسْحَاسِ بن وَهْبٍ ... بأسفلِ ذى الجِذَاةِ يَدَ الكريمِ

  وتقول إذا وقع الظبى فى الحِبالة: أَمْيَدِىٌ أم مرجولٌ؟ أى أَوَقَعَتْ يَدَهُ فى الحِبالة أم رِجلْه.

  ويَادَيْتُ فلاناً: جازيتُهُ يَدًا بيَدٍ.

  وأعطيته مُيَادَاةً، أى من يَدِى إلى يَدِهِ.


(١) فى اللسان: «سَارَ ما توسدا».

(٢) يروى: «عند مُحَلِّمٍ».

(٣) فى اللسان:

قد يمنعانك بينهم أن تهضما

(٤) الأعشى.

(٥) صدره:

فلن أذكر النعمان إلا بصالح

(٦) بشر بن أبى خازم.

(٧) بعض بنى أسد.