الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

با

صفحة 2548 - الجزء 6

  وتصغير تَا: تَيَّا، بالفتح والتشديد؛ لأنَّك قلبت الألفَ ياءً وأدغمتها فى ياء التصغير.

  ولك أن تدخل عليها ها للتنبيه، فتقول: هَاتَا هِنْدٌ، وهاتَانِ، وهؤُلَاءِ، وفى التصغير هَاتَيَّا.

  فإن خاطبت جئت بالكاف فقلت: تِيكَ وتِلْكَ، وتَاكَ وتَلْكَ بفتح التاء، وهى لغة رديئة.

  والتثنية تَانِكَ وتَانِّكَ بالتشديد. والجمع أُولَئِكَ وأُولَاكَ وأُولَالِكَ فالكاف لمن تخاطبه فى التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، وما قبل الكاف لمن تشير إليه فى التذكير والتأنيث والتثنية والجمع.

  فإن حفظْتَ هذا الأصلَ لم تخطئ فى شئ من مسائله.

  وتدخل هَا على تِيكَ وتَاكَ، تقول: هاتِيكَ هندٌ وهاتَاكَ هندٌ. قال عَبيدٌ يصف ناقته:

  هاتِيكَ تحملنى وأبيضَ صارماً ... ومُذَرَّباً فى مَارِنٍ مَخْمُوسِ⁣(⁣١)

  وقال أبو النجم:

  جئنا نُحَيّيكَ ونَسْتَجْدِيكا ... فافعلْ بنا هاتَاكَ أو هاتِيكا

  أى هذه أو تلك، عطيّةً أو تحيّة. ولا تدخل ها على تِلكَ؛ لأنَّهم جعلوا اللام عوضاً من هَا التنبيه.

  وتالِكَ: لغةٌ فى تِلْكَ. وأنشد ابن السكيت⁣(⁣٢):

  * وحَانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسَارُ⁣(⁣٣) *

  والتاء من حروف الزيادات، وهى تزاد فى فى المستقبل إذا خاطبْتَ. نقول: أَنْتَ تَفْعَلُ وتدخل فى أمر المواجَهة لِلغابر، كما قرئ قوله تعالى: فبذلك فلتَفْرَحوا. قال الراجز:

  قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها ... تِيذَنْ فإنِّى حَمْؤُها وجارُها

  أراد لِتَأْذَنْ⁣(⁣٤)، فحذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أنت تِعْلم.

  وتُدْخِلُها أيضاً فى أمر ما لم يُسَمَّ فاعله.

  فتقول مِنْ زُهِىَ الرجلُ: لِتُزْهَ يا رجل، ولِتُعْنَ بحاجتى.

  قال الأخفش: إدخال اللام فى أمر المخاطَب


(١) رُمحٌ مَارِنٌ: صُلْبٌ لَدْنٌ.

(٢) الشعر للقطامىّ يصف سفينة نوح #.

(٣) صدره:

إلى الجودى حتى صار حجرا

وقبله:

وعامت وهى قاصدة بإذن ... ولولا الله جار بها الجوار

(٤) فى اللسان: «لِتِيذَنْ».