الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ذا

صفحة 2551 - الجزء 6

  بالتشديد، والجمع أُولَئِكَ. وحكم الكاف قد ذكرناه فى تَا.

  وتصغير ذَا: ذَيَّاكَ، وتصغير ذَلِكَ: ذَيَّالِكَ.

  وقال:

  أو تَحْلِفِى بِرَبِّكِ العَلِىِ ... أَنِّى أَبُو ذَيَّالِكِ الصَبِىِ

  وتصغير تِلْكَ تَيَّاكَ⁣(⁣١).

  وأما ذُو الذى بمعنى صَاحِبٍ فلا يكون إلَّا مضافاً، فإنْ وصفتَ به نكرهً أضفتَه إلى نكرةٍ، وإن وصفتَ به معرفةً أضفته إلى الألف واللام، ولا يجوز أن تضيفه إلى مضمر ولا إلى زيد وما أشبهه. تقول: مررتُ برجلٍ ذِى مالٍ، وبامرأة ذاتِ مالٍ، وبرجلين ذَوَىْ مالٍ بفتح الواو، كما قال تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}، وبرجال ذَوِى مالٍ بالكسر، وبنسوة ذَوَاتِ مالٍ، ويَا ذَوَاتِ الجِمَامِ فتكسر التاء فى الجمع فى موضع النصب، كما تكسر تاء المسلمات. تقول: رأيت ذَوَاتِ مالٍ، لأنَ أصلها هاء، لأنَّك لو وقفتَ عليها فى الواحد لقلت ذَاهْ بالهاء، ولكنَّها لما وُصِلَتْ بما بعدها صارت تاءً.

  وأصل ذُو ذَوًى مثل عَصًا، يدلُّ على ذلك قولهم: هاتَانِ ذَوَاتَا مالٍ. قال تعالى: {ذَواتا أَفْنانٍ} فى التثنية. ونرى أنّ الألف منقلبة من واوٍ⁣(⁣٢)، ثمَّ حذفت من ذَوًى عينُ الفعل لكراهتهم اجتماعَ الواوين، لأنَّه كان يلزم فى التثنية ذَوَوَانِ مثل عَصَوَانِ⁣(⁣٣)، فبقى ذَا منوّناً ثم ذهب التنوين للإضافة فى قولك: ذُو مَالٍ.

  والإضافة لازمةٌ له، كما تقول: فُو زَيْدٍ وفَا زَيْدٍ، فإذا أفردْتَ قلت: هَذَا فَمٌ.

  فلو سمَّيت رجلاً ذُو لقلت هَذَا ذَوًى قد أقبل، فتردّ ما ذهب، لأنَّه لا يكون اسمٌ على حرفين أحدهما حرفُ لين؛ لأنَّ التنوين يذهبه فيبقى على حرفٍ واحد.

  ولو نسبتَ إليه قلت ذَوَوِىٌّ، مثال عَصَوِىٍّ.


(١) قوله وتصغير تلك تياك، كذا فى جميع النسخ التى بأيدينا، والظاهر أن يقول تيالك باللام.

وفى القاموس: وتصغير تا تيا وتياك وتيالك. اه مصحح المطبوعة الأولى.

وقال ابن برى: صوابه تَيَّالِكَ، فأمَّا تَيَّاكَ فتصغير تِيكَ.

(٢) قال ابن برى: «صوابه منقلبة من ياء».

(٣) قال ابن برى: صوابه كان يلزم فى التثنية ذَوَيان. قال: لأنَّ عينه واو، وما كان عينه واوا فلامه ياء حملا على الأكثر. قال: والمحذوف من ذَوى هو لام الكلمة لا عينها كما ذكر؛ لأن الحذف فى اللام أكثر من الحذف فى العين.