الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أجج

صفحة 297 - الجزء 1

بابُ الجيم

فصل الألف

  قال أبو عمرو بن العلاء: بعض العرب يُبْدِلُ الجيم من الياء المشددة. وقلتُ لرجلٍ من حنظلة: ممن أنت؟ فقال فُقَيْمِجٌّ. فقلت: مِن أيهم؟ فقال: مُرِّجٌّ. يريد فُقَيْمِىٌّ ومُرِّىٌّ. وأنشد لِهِمْيَانَ ابن قُحافة السعدىّ:

  * يُطِير عنها الوبرَ الصُهَابِجَا*

  قال: يريد الصُهَابِىَّ، من الصُهْبَةِ.

  وقال خلَفٌ الأحمر: أنشدنى رجلٌ من أهل البادية:

  خالى عُوَيْفٌ وأبو عَلِجِ ... المطعمانِ اللحم بالعشِجِ

  وبالغداة كِسَرَ البَرْنِج

  يريد عليًّا، والعشىَّ، والبَرْنىّ

  وقد أبدلوها من الياء المخفّفة أيضاً. وأنشد أبو زيد:

  يا ربّ إن كنتَ قبلت حِجَّتِجْ ... فلا يزال شاحجٌ يأتيك بِجْ

  أقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّى وَفْرَتِجْ

  وأنشد أيضاً:

  * حتى إذا ما أمسجَدْ وأَمْسَجَا*

  يريد أمسَتْ وأمسَى. فهذا كلُّه قبيح. وقال أبو عُمَر الجرمى: ولو رَدَّه إنسان لكان مذهبا.

[أجج]

  الأجيج: تَلَهُّبُ النار. وقد أجَّتْ تَؤُجُ أجِيجاً. وأَجَّجْتُها فَتَأَجَّجَتْ وائتجَّتْ أيضاً، عَلَى افتعلت.

  والأَجُوجُ: المضئ، عن أبى عمرو. وأنشد لأبى ذُؤيب يصف برقا:

  * أَغَرُّ كمصباح اليهودِ أَجُوجُ⁣(⁣١) *

  وأجَ الظليم يؤج أجًّا، أى عدا وله حفيف فى عَدْوه. قال الشاعر:

  * يؤج كما أجَ الظليمُ المُنَفَّرُ⁣(⁣٢) *

  وقولهم: القوم فى أَجَّةٍ، أى فى اختلاط.

  والأَجَّةُ: شدة الحر وتوهُّجه؛ والجمع إجاج، مثل جفنة وجِفَانٍ. تقول منه: ائتج النهار ائتجاجا.

  وماءٌ أُجاجٌ، أى مِلْحٌ مرّ. وقد أجَ الماءُ يؤُجُ أُجُوجاً.


(١) صدره

قال ابن برى: يصف سحابا متتابعاً، والهاء فى سناه تعود على السحاب، وذلك أن البرقة إذا برقت انكشف السحاب. وراتقا حال من الهاء فى سناه. ورواه الأصمعى: راتق متكشف، فجعل الراتق البرق.

(٢) قال ابن برى صوابه: تؤج، بالتاء لأنه يصف ناقته. ورواه ابن دريد: «الظليم المفزع».