الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ملح

صفحة 407 - الجزء 1

  ويقولون: ما أُمَيْلِحَ زيداً. ولم يُصَغِّرُوا من الفعل غيره وغير قولهم: ما أُحَيْسِنَه. قال الشاعر:

  ا ما أُمَيْلِحَ غِزْلَاناً عَطَوْنَ لنا ... من هَؤُلَيَّاءِ بين الضَالِ والسَمُرِ⁣(⁣١)

  والمُمَالَحَةُ: المؤاكلةُ والرَضاعُ أيضاً.

  والمَلَحُ، بالتحريك: ورَمٌ فى عرقوب الفرس دون الجَرَذِ؛ فإن اشتدَّ فهو الجَرَذ.

  والمُلْحَةُ بالضم: واحدة المُلَحِ من الأحاديث.

  قال الأصمعىّ: نِلْتُ بالمُلَحِ.

  والمُلْحَةُ أيضا من الألوان: بياضٌ يخالطه سوادٌ. يقال كبشٌ أَمْلَحُ وتيسٌ أَمْلَحُ، إذا كان شَعرُهُ خَلِيساً. قال أبو ذُبيان⁣(⁣٢) بن الرَعْبَل: أَبْغَضُ الشيوخ إلىَّ الأقلحُ الأَمْلَحُ، الحَسُوُّ الفَسُوُّ.

  وقد امْلَحَ الكبشُ امْلِحَاحاً: صار أَمْلَحَ.

  ويقال لبعض شهور الشتاء: «مِلْحَانُ» لبياضِ ثلجِه.

  والزُرقةُ إذا اشتدَّتْ حتَّى تضرب إلى البياض قيل: هو أَمْلَحُ العينِ. ومنه كتيبةٌ مَلْحَاءُ.

  وقال حيَّان⁣(⁣٣) بن ربيعةَ الطائىّ:

  وإنَّا نضرب المَلْحَاء حتَّى ... تُوَلِّىَ والسيوفُ لها شُهُودُ⁣(⁣١)

  وقال الراعى يصف إبلاً:

  أَقَامَتْ به حَدَّ الربيع وجارُهَا ... أَخُو سَلْوَةٍ مَسَّى به الليلُ أَمْلَحُ

  يعنى النَدَى. يقول: أقامت بذلك الموضع أيامَ الربيع، فما دام النَدَى فهو فى سلوة من العيش.

  وإنَّما قال «مَسَّى به» لأنه يسقط بالليل.

  والمُلَاحِيُ بالضم: عِنبٌ أبيض فى حَبِّه طُولٌ، وهو من المُلْحَةِ. قال:

  ومِنْ تعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غَاطِيَة ... يُعْصَرُ منها مُلَاحِىٌّ وغِرْبِيبُ

  وقد جاء فى الشعر بتشديد اللام. قال أبو قيس ابن الأسلت:

  وقد لَاحَ فى الصُبْحِ الثُرَيَّا كما تَرَى ... كعُنْقُودِ مُلَّاحِيَّةٍ حين نَوَّرَا

  والمَلْحَاءُ: وسط الظَهْرِ ما بين الكاهلِ والعَجُزِ.

  والمَلْحَاءُ أيضاً: كتيبةٌ كانت لِآلِ المنذرِ.

  وقال الشاعر⁣(⁣٢):

  * تَدورُ رَحَى المَلْحَاءِ فى الأَمْرِ ذى البَزْلِ⁣(⁣٣) *


(١) ويروى أيضاً، وهو نص شواهد النحو:

ياما أميلح غزلانا شدن لنا ... من هوليائكن الضال والسمر

(٢) فى اللسان: «أبو دبيان» بالمهملة.

(٣) فى اللسان: «حسان».

(١) فى اللسان: «لنا شهود».

(٢) هو عمرو بن شأس الأسدى.

(٣) صدره:

بفلقن رأس الكوكب الفخم بعدما