الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نسأ

صفحة 76 - الجزء 1

[نسأ]

  نَسَأْتُ البعيرَ نَسْأً، إذا زَجَرْتَهُ وسُقْتَهُ. وكذلك نَسَّأْتُهُ تَنْسِئَةً.

  وأنشد أبو عمرو بن العلاء:

  وما أُمُّ خِشْفٍ بالعَلَايَةِ شَادِنٍ ... تُنَسِّئُ فى بَرْدِ الظِلالِ غَزَالَها⁣(⁣١)

  والمِنْسَأَةُ: العَصَا، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ، وقال فى الهمز:

  أَمِنْ أجل حَبْلٍ لا أَبَاكَ ضربته ... بِمِنْسَأَةٍ قد جَرَّ حبلك أَحْبُلَا⁣(⁣٢)

  وقال آخر فى تَرْكِ الهَمْزِ:

  إذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ من هَرَمٍ ... فقد تَبَاعَدَ عنك اللَهْوُ والغَزَلُ

  ونَسَأْتُ الشيءَ نَسْأً: أَخَّرْتُهُ، وكذلك أَنْسَأْتُهُ. فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنى. تقول: اسْتَنْسَأْتُهُ الدَيْنَ فأَنْسَأَنِي. الأصمعى: أَنْسَأَهُ اللهُ أَجَلَهُ ونَسَأَهُ فى أجله بمعنىً.

  والنُسْأَةُ بالضم: التأخيرُ مثل: الكُلْأَةِ.

  وكذلك النَسِيئةُ على فَعِيلةٍ. تقول: نَسَأْتُهُ البَيْعَ وأَنْسَأْتُهُ، وبِعْتُهُ بِنُسْأَةٍ وبِعْتُهُ بِكُلْأَةٍ أى بِأَخِرَةٍ، وبِعْتُهُ بِنَسِيَئَةٍ أىْ بأَخِرةٍ.

  وقال الأخفش: أَنْسَأْتُهُ الدَّيْنَ، إذا جَعَلْتَهُ له مُؤَخَّرًا، كأنك جَعَلْتَهُ له يُؤَخِّرُهُ. ونَسَأْتُ عنه دَيْنَهُ، إذا أَخَّرتَهُ نَسَاءً. قال: وكذلك النَسَاءُ فى العُمُرِ ممدودٌ. ومنه قولهم «مَنْ سَرَّهُ النَسَاءُ ولا نَسَاءَ، فَلْيُخَفِّفِ الرِدَاءَ - بالمد⁣(⁣١) - ولْيُبَاكِرِ الغَدَاءَ، ولْيُقِلَّ غِشْيَانَ النِسَاءِ».

  ونَسَأْتُ فى ظِمء الإبل نَسأً، إذا زدت فى ظِمْئها يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك. ونَسَأْتُها أيضاً عن الحوض، إذا أَخَّرْتَهَا عنه.

  ونُسِئَتِ المَرْأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، إذا كان عند أَوَّلِ حَبَلِهَا، وذلك حين يَتَأَخَّرُ حَيْضُهَا عن وقته فَرُجِىَ أَنَّهَا حُبْلَى. وهى امرأةٌ نَسِيء.

  وقال الأصمعى: يقال للمرأة أَوَّلَ ما تَحْمِلُ: قد نُسِئَتْ.

  وتقول: نَسَأَتِ الْمَاشِيَةُ نَسْأً، وهو بَدْءُ سِمَنِهَا حين يَنْبُتُ وَبَرُهَا بَعْدَ تَسَاقُطِهِ. يقال: جَرَى النَّسْءُ فى الدَوَابِّ. قال أبو ذُؤَيْب يصف ظبْية:


(١) المراد به الدين كما فى المناوى ومحشى القاموس.

وقال المجد: يقال فلان خفيف الرداء: قليل العيال والدين. ومترجم الصحاح جعل المراد به الكسوة.