الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أخذ

صفحة 559 - الجزء 2

بابُ الذّالْ

فصل الألف

[أخذ]

  أَخَذْتُ الشئ آخُذُهُ أَخْذاً: تناولته.

  والإخْذُ بالكسر، الاسمُ. والأمْر منه خُذْ، وأصله أُؤْخُذْ إلَّا أنهم استثقلوا الهمزتين فخذفوهما تخفيفاً. وكذلك القول فى الأمر من أَكَلَ وأَمَرَ وأشباهِ ذلك.

  وقولهم: خُذْ عنك، أى خُذْ ما أقول، ودَعْ عنك الشكَّ والمِرَاءَ.

  يقال: خُذِ الخِطَامَ، وخُذْ بالخِطَامِ بمعنىً.

  ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ؛ لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة فى منزلٍ منها.

  وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذةً. والعامَّة تقول: وَاخَذَهُ.

  ويقال: ائْتَخَذُوا فى القتال، بهمزتين، أى أخذ بعضُهم بعضاً.

  والاتِّخَاذُ: افتعالٌ أيضاً من الأخذ، إلَّا أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثمَّ لما كثُر استعماله على لفظ الافتعال توهَّموا أنَّ التاء أصليةٌ فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ، قالوا: تَخِذَ يَتْخَذُ. وقُرِئ: لَتَخِذْتَ عَلَيهِ أجراً.

  وقولهم: أخذت كذا يبدلون الذال تاءً فيدغمونها فى التاء، وبعضهم يظهر الذال وهو قليل.

  والأَخِيذُ: الأسيرُ، والمرأةُ أَخِيذَةٌ.

  والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخِيذِ.

  وأَخِذَ الفَصِيلُ بالكسر يَأْخَذُ أَخَذاً: اتَّخَمَ من اللبن.

  ويقال أيضاً: رَجُلٌ أَخِذٌ، أى رَمِدٌ. وبعينه أُخُذٌ بالضم، مثال جُنُبٍ، أى رَمَدٌ.

  وحكى المبرّد أنَّ بعض العرب يقول: اسْتَخَذَ فلان أيضاً⁣(⁣١)، يريد اتَّخَذَ، فيُبْدِلُ من إحدى التَاءَيْنِ سِيناً، كما أبدلوا التاء مكان السين فى قولهم سِتُّ. ويجوز أن يكون أراد اسْتَفْعَلَ من تَخِذَ يَتْخَذُ، فحذف إحدى التاءين تخفيفاً كما قالوا ظَلْتُ من ظَلِلْتُ.

  قال الأصمعىّ: المُسْتَأْخِذُ: المُطَأْطِئُ رأسَه من رمدٍ أو وجعٍ.

  والتأْخَاذُ: تَفْعَالٌ من الأخذ. قال الشاعر الأعشى:


(١) فى اللسان: «استخذ فلان أرضاً».