الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أبر

صفحة 575 - الجزء 2

  إذا ذكرْتَه عن غيرك. ومنه قيل: حديثٌ مأثورٌ، أى ينقلُه خَلَفٌ عن سلفٍ. قال الأعشى:

  إنَّ الذى فيه تَمَارَيْتُمَا ... بُيِّنَ للسَامِعِ والآثِرِ

  ويروى: «بَيَّنَ».

  وفى حديث النبى ÷ أنَّه سمع عمر ¥ يحلف بأبيه، فنهاه عن ذلك، قال عمر: «فما حلفْت به ذاكراً ولا آثِراً» أى مُخْبِراً عن غيرى أنَّه حلف به. يقول: لا أقول إنَّ فلانا قال: وأبِى لا أفعل كذا وكذا. وقوله ذاكراً ليس هو من الذِكر بَعدَ النسيان، إنما يعنى متكلِّما به، كقولك: ذكرتُ لفلان حديث كذا وكذا.

  والأُثْرُ بالضم: أَثَرُ الجِرَاحِ يَبقى بعد البرء؛ وقد يثقَّل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. قال الشاعر:

  * بِيضٌ مَفَارِقُهَا باقٍ بها الأُثُرُ⁣(⁣١) *

  وفى الناس مَن يحمل هذا على الفِرِنْد.

  والأُثْرَةُ أيضا: أنْ يُسْحَى باطنُ خفِّ البعير بحديدةٍ ليُقْتَصَ أثَرُه. تقول منه: أَثَرْتُ البعيرَ فهو مَأْثُورٌ، وتلك الحديدة مِئْثَرَةٌ وتُؤْثُورٌ أيضا على تُفْعُولٍ بالضم.

  وأما مِيثَرَةُ السرجِ فغير مهموز.

  والإثْرُ بالكسر أيضا: خُلاصة السَمْنِ.

  وتقول أيضا: خرجْت فى إثْرِهِ، أى فى أَثَرِهِ.

  والأَثَرُ بالتحريك: ما بقى من رسْم الشئ وضربةِ السيفِ.

  وسُنَنُ النبى ÷: آثارُهُ.

  واسْتَأْثَرَ فلانٌ بالشئ، أى استبدَّ به، والاسم الأَثَرَةُ بالتحريك. واسْتَأْثَرَ الله بفلان، إذا ماتَ ورُجِىَ له الغفرانُ.

  وحكى ابن السكيت: رجلٌ أَثُرٌ على فَعُلٍ بضم العين، إذا كان يَسْتَأْثِرُ على أصحابه، أى يختار لنفسه أفعالاً وأخلاقاً حسنةً.

  والمَأْثرَةُ بفتح الثاء وضمها: المكرُمة، لأنَّها تُؤْثَر، أى تُذْكَر ويَأْثِرُهَا قرنٌ عن قَرْن يتحدَّثون بها.

  وآثَرْت فلانا على نفسى، من الإيثار.

  وقولهم: أَفعلُ هذا آثِرًا مَّا، وآثِرَ ذى أَثِيرٍ، أى أوَّلَ كلِّ شئ. قال عُروة بن الورد:

  وقَالُوا ما تَشَاءُ فقلتُ أَلْهُو ... إِلَى الإصباحِ آثِرَ ذِى أَثِيرِ

  وفلانٌ أَثِيرِي، أى خُلْصَانى.


(١) فى اللسان:

عضب مضاربها باق بها الأثر

وهو الصحيح. وصدره:

كأنهم أسيف بيض يمانية