الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

شبر

صفحة 692 - الجزء 2

  والسِّيَرَاءُ، بكسر السين وفتح الياء: بُرْدٌ فيه خُطوط صفرٌ. قال النابغة:

  صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكمِلَ خَلْقُهَا ... كالغُصْنِ فى غُلْوَائِهِ المُتَأَوِّدِ

  والسَّيْرُ: ما يُقَدُّ من الجِلْدِ. والجمع السُّيُورُ.

  وقول الشاعر:

  وسَائِلَةٍ بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَةَ العَلُوقُ

  أراد ثعلبة بن سَيَّارٍ، فلم يمكنه لأجل الوزن فقال «سَيْر».

  وسَائِرُ الناس: جميعهم.

  وسَارُ الشئِ: لغةٌ فى سائِرِهِ. قال أبو ذؤيب يصف ظَبيةً:

  فَسَوَّدَ مَاءُ المَرْدِ فَاهَا فلونُهُ ... كلَوْنِ النَؤُور وهى أَدْماءُ سارُها

  أى سَائِرُهَا.

  ومن أمثالهم فى اليأس من الحاجة قولهم: «أَسَائِرٌ اليومَ وقد زال الظُهر»، أى أتطمع فيما بَعُدَ وقد تبيَّنَ لك اليأس؛ لأنَّ من كان حاجته اليوم بأَسْرِه وقد زال الظُهر وجبَ أن ييأس منه، كما ييأس بغروب الشمس.

فصل الشين

[شبر]

  الشِّبْرُ: واحد الأَشْبَارِ.

  ورجلٌ قصير الشِّبْرِ، أى متقارب الخَلْقِ.

  والشَّبْرُ بالفتح: مصدر شَبَرْتُ الثوبَ أَشْبِرُهُ وأَشْبُرُهُ، وهو من الشِّبْرِ. كما تقول: بُعْتُهُ من الباع.

  وأعطيت المرأة شَبْرَهَا، أى حَقَّ النكاحِ.

  وجاء النهىُ عن شَبْرِ الفحلِ، وهو كِرَاءُ الضِرَابِ.

  ابن السكيت: شَبَرْتُ فلاناً مالاً أو سيفاً، إذا أعطيته. ومصدره الشَّبْرُ، إلا أنَّ العجاج حرَّكه فقال:

  * الحمد لله الذى أعطى الشَّبَرْ⁣(⁣١) *

  كأنه قال: الذى أعطى العطيّة. ويروى: «الحَبَر». وقال عدىُّ بن زيد:

  * لم أَخُنْهُ والذى أعْطَى الشَّبَرْ⁣(⁣٢) *

  وأَشْبَرْتُهُ لغةٌ فى شَبَرْتُهُ، إذا أعطيته. قال أوسٌ يصف سيفاً⁣(⁣٣):


(١) وبعده:

موالي الحق ان المولى شكر

(٢) صدره:

اذا أتاني نبا من منعمر

(٣) وقبله:

وبيضا زغف نثلة سلمية ... لها رفرف فوق الأنامل مرسل

وبيضاء يعنى درعاً لم يعلها صدأ الحديد. ويقال للدرع نثلة وزغف اسم لها، وسلمية منسوبة إلى سليمان #. لها رفرف، يريد أنها تفضل على لا بسها حتى تقع على أنامله. والهالكى: الحداد.