الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عشزر

صفحة 749 - الجزء 2

  والعَصْرَانِ أيضا: الغَدَاةُ والعشىّ. ومنه سمّيت صلاة العَصْرِ. قال الشاعر:

  وأمطُلُه العَصْرَيْنِ حتّى يملَّنى ... ويرضَى بنِصف الدَين والأنفُ رَاغِمُ

  يقول: إنّه إذا جاءنى أوَّلَ النهار وعَدْتُه آخره.

  قال الكسائىّ: يقال: جاءنى فلانٌ عَصْراً، أى بطيئا، حكاه عنه أبو عبيد.

  والعَصَرُ بالتحريك: الملجأ والمَنْجَاة.

  والعَصَرُ أيضا: الغُبار. وفى الحديث: «مرّت امرأةٌ متطيِّبة لذَيلها عَصَرٌ». وبنو عَصَرٍ أيضا من عبد القَيْس، منهم مَرْجُومٌ العَصَرِيُ.

  والعُصْرَةُ بالضم: الملجأ. قال أبو زُبَيْدٍ:

  صادياً يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ ... ولقد كان عُصْرَةَ المنجودِ

  والعُصْرَةُ أيضا: الدِنْيَة. يقال: هؤلاءِ موالينا عُصْرَةً، أى دِنْيَةً، دون مَنْ سِواهم.

  واعْتَصَرْتُ بفلان وتَعَصَّرْتُ، أى التجأت إليه.

  والمُعْتَصِرُ: الذى يُصيب من الشئ ويأخُذ منه. وقال ابن أحمر:

  وإنَّما العيش بِرُبَّانِهِ ... وأنت من أفنانه تَعْتَصِرْ⁣(⁣١)

  قال أبو عُبيد: ومنه قول طَرَفة:

  لو كانَ فى أملا كنا مَلِكٌ⁣(⁣١) ... يَعْصِرُ فينا كالذى تَعْتَصِرْ⁣(⁣٢)

  وكذلك قوله تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} وقال أبو عبيدة: يَعْصِرُونَ، أى ينجون. وهو من العُصْرَةِ، وهى المَنْجاة.

  وقال أبو الغوث: يَسْتَغِلُّون، وهو من عَصْرِ العنب.

  واعْتَصَرْتُ مالَه، إذا استخرجتَه من يده.

  وفى الحديث: «يَعْتَصِرُ الوالد على وَلَده فى ماله» أى يمنعه إيّاه ويَحبِسه عنه.

  وعَصَرْتُ العنب واعْتَصَرْتُهُ، فانْعَصَرَ وتَعَصَّرَ.

  وقد اعْتَصَرْتُ عَصِيراً، أى اتَّخَذْتُهُ.

  وقول أبى النَجْم:

  خَوْدٌ يُغَطِّى الفَرعُ منها المؤتَزَرْ ... لو عُصْرَ منه البانُ والمِسكُ انْعَصَرْ

  يريد عُصِرَ فخفَّف.

  والاعتِصارُ: أن يَغَصَّ الإنسانُ بالطعام فَيَعْتَصِرَ بالماء، وهو أن يشربه قليلاً قليلاً ليسيغه. قال عدىُّ بن زيد:


(١) فى اللسان: «معتصر».

(١) فى اللسان: «واحد».

(٢) فى الديوان واللسان: «تعصر». وفسره فى اللسان بقوله: «أى يعطينا كالذى تعطينا».