الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الجيم

صفحة 103 - الجزء 1

  جانبٌ، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ القومُ هم لِجَارِ الجَنَابَةِ، أى لِجَارِ الغُرْبَةِ.

  وقول الشاعر علقمة بن عَبَدة:

  فلا تَحْرِمَنِّى نائلاً عن جَنَابِةٍ ... فإنّى امرؤٌ وَسْطَ القِبَابِ غريبُ

  أى عن بُعْدٍ.

  والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير. يقال أعطنى جَنْبَةً أَتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبَةً أى ناحيةً واعتزل الناسَ.

  والجَنْبَةُ: اسمٌ لكلّ نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ فى الصيف. يقال مُطِرْنَا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ.

  ورجل جُنُبٌ من الجَنَابَة، يستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا فى جمعه أجنابٌ وجُنُبُون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم.

  والجَنُوبُ: الريح التى تقابل الشَمَال. تقول: جَنَبَتِ الريحُ، إذا تحوَّلَتْ جنوبا.

  وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنُوبُ.

  والمجنوب: الذى به ذاتُ الجَنْبِ، وهى قَرحةٌ تصيب الإنسان داخلَ جنبه.

  وقد جَنَبَ وأجنب القومُ، إذا دخلوا فى ريح الجَنُوبِ. وجُنِبُوا أيضاً، إذا أصابهم الجَنُوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول فى الصَبا والدَبور والشَمال. والمِجْنَبُ بالكسر: التُرْسُ. وقال ساعدة ابن جُؤَيَّةَ الهذلىّ يصف مُشْتَارَ العسلِ:

  صَبَّ اللهيفُ لها السُبوبَ بطَغْيَةٍ ... تُنْبِى العُقَابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

  والمِجْنَبُ أيضاً: أقصى أرضِ العجمِ إلى أرض العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت⁣(⁣١):

  * بمُعْتَرَكِ الطَفِّ فالْمِجْنَبِ*

  والمَجْنَبُ، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا لخيراً مَجْنَباً وشرًّا مَجْنَباً، أى كثيرا.

  والجَنَبُ بالتحريك الذى نُهِىَ عنه⁣(⁣٢): أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهَانِ فرساً آخر لكى يتحول عليه إن خاف أن يُسْبَقَ على الأول.

  والجَنَبُ أيضاً: مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظَلَعَ من جنْبه.

  قال الأصمعى: هو أن تلتصق رئتُه بجنْبه من شدّة العطش. قال ابن السكِّيت: وقالت الأعراب هو أن يلتوى من شدّة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:

  * كأنه مستَبَانُ الشَكِّ أو جَنِبُ⁣(⁣٣) *


(١) وصدره:

وشجو لنفسي لم أنسه

فى الهاشميات: «فالمجتبى».

(٢) انظر ما سبق فى مادة (جلب).

(٣) وصدره:

وثب المسحج من عانات معقلة