الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

غفر

صفحة 771 - الجزء 2

  وغَفَرَ الجُرح يَغْفِرُ غَفْرًا: نُكِسَ، وكذلك المريض. قال الشاعر⁣(⁣١):

  لَعَمْرُكَ إنَّ الدارَ غَفْرٌ لِذِى الهَوَى ... كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ

  وغَفِرَ بالكسر يَغْفَرُ غَفَراً، لغة فيه⁣(⁣٢).

  والغَفْرُ: ثلاثةُ أنجمٍ صِغارٍ ينزلها القمر، وهى من المِيزانِ.

  والغَفْرُ أيضاً: شَعَرٌ كالزغَب يكون على ساقِ المرأةِ والجبهةِ ونحوِ ذلك، وكذلك الغَفَرُ بالتحريك.

  قال الراجز:

  قد عَلِمَتْ خَودٌ بساقَيْهَا الغَفَرْ ... لَتَرْوَيَنْ⁣(⁣٣) أو لَيَبِيدَنَّ الشُجُرْ

  والغَفَرُ أيضاً: زِئْبِرُ الثوبِ. وقد غَفِرَ ثوبُك يَغْفَرُ غَفَراً. واغْفَارَّ الثوبُ اغْفِيرَاراً.

  والغُفْرُ بالضم: ولد الأُرْوِيَّةِ، والجمع الأَغْفَارُ، وأُمُّهُ مُغْفِرَةٌ، والجمع مُغْفِرَاتٌ. قال بشر⁣(⁣٤):

  وصَعْبٌ يزلُ الغُفْرُ عن قُذُفاتِهِ ... بحَافاتِهِ بانٌ طِوَالٌ وعَرْعَرُ

  والغُفْرَةُ: ما يغطَّى به الشئُ. يقال: اغْفِرُوا هذا الأمر بغُفْرَتِهِ، أى أصلحوه بما ينبغى أن يُصلحَ به.

  والغُفَارُ بالضم: لغةٌ فى الغَفَرِ، وهو الزغَب.

  قال الراجز:

  تُبْدِى نَقِيًّا زَانَهَا خِمَارُها ... وقُسْطَةً مَاشَانَها غُفارُها

  والقُسْطَةُ: عظْم الساق، ولست أرويهِ عن أحد.

  قال الأصمعىّ: المِغْفَرُ: زَرَدٌ يُنسجُ من الدروع على قَدر الرأس، يُلبَس تحت القَلنسُوة.

  ويقال: اسْتَغْفَرَ اللهَ لذنبه ومن ذنبه، بمعنًى، فَغَفَرَ له ذنبَه مَغْفِرَةً وغَفْراً وغُفْرَانا. واغْتَفَرَ ذنْبَه مثلُه، فهو غَفُورٌ والجمع غُفُرٌ.

  وقولهم: جاءوا جَمَّاءَ غَفِيرَاءَ، ممدوداً، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَمَ الغَفِيرِ، وجَمَّاءَ الغَفِيرِ، أى جاءوا بجماعتِهم: الشريفِ والوضيعِ، ولم يتخلَّفْ أحد، وكانت فيهم كثرةٌ.

  والجَمَّاءَ الغَفِيرَ: اسمٌ وليس بفعل، إلَّا أنه يَنْصَبُ كما تنصب المصادر التى هى فى معناه، كقولك جاءونى جميعاً، وقاطبةً، وطُرًّا، وكافةً.

  وأدخلوا فيه الألف واللام كما أدخلوهما فى قولهم: أَوْرَدَهَا العِرَاكَ، أى أَوْرَدَهَا عِرَاكاً.

  ويقال: ما فيهم غَفِيرَةٌ، أى لا يغفرون ذنباً لأحد. قال الراجز⁣(⁣١):

  يا قوم ليستْ فيكمُ غَفِيرَهْ ... فامْشُوا كما تمشى جِمَالُ الحِيرَهْ


(١) المرار الفقعسى.

(٢) وكذلك غفر، على صيغة ما لم يسم فاعله.

(٣) فى اللسان: «ليروين». وقد سبق فى (شجر).

(٤) ابن أبى خازم.

(١) هو صخر العى الهذلى.