الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حبب

صفحة 106 - الجزء 1

  هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَ من يتجنَّبُ ... وعَدَتْ عَوَادٍ دون وَلْيِكَ تَشْغَبُ⁣(⁣١)

  أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لأنه مدحٌ. ومنه قولهم: حبَّذَا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسمٌ مبهم من أسماء الإشارة جُعَلَا شيئاً واحداً فصار بمنزلة اسم يَرْفَعُ ما بعده، وموضعه رفعٌ بالابتداء وزيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لأنك تقول: حبذا امرأة ولو كان بدلا لقلت حبَّذِهِ المرأة. قال الشاعر جرير:

  وحبذا نَفَحَاتٌ من يمانِيَةٍ ... تأتيكَ من قِبَلِ الريَّانِ أحيانَا

  وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أى تَمَلَّأَتْ رِيًّا.

  وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌ لزوجها أيضاً، عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان⁣(⁣٢). وتحابُّوا، أى أحبَ كلُّ واحد منهم صاحبه.

  والحِباب بالكسر: المُحَابَّةُ والمَوَادَّةُ. والحُبَابُ بالضم: الحُبُ. قال الشاعر⁣(⁣٣):

  فو الله ما أَدرى وإنى لصادقٌ ... أَدَاءٌ عَرَانِى من حُبَابِكِ أمْ سِحْرُ

  والحُبَابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل الحُبَابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّىَ الرجل. وحَبَابُ الماءِ بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة:

  يَشُقُ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومُهَا بها ... كما قَسَمَ التُرْبَ المُغَايِلُ⁣(⁣١) باليَدِ

  ويقال أيضاً حَبَابُ الماء: نُفَّاخَاتُهُ التى تعلوه، وهى اليَعَالِيلُ. وتقول أيضاً: حَبَابُكَ أن تفعلَ كذا، أى غايتك.

  والإحبَابُ: البُرُوكُ. والإِحْبَابُ فى الإبل كالحِرَانِ فى الخيل. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  * ضَرْبَ بَعِيرِ السَوْءِ إذْ أَحَبَّا⁣(⁣٣) *

  أبو زيد: يقال بعيرٌ مُحِبٌ، وقد أحبَ إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأَ أو يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌ. وأنشد⁣(⁣٤):


(١) تشعب يروى بالعين المهملة أى تفرق. ومن روى تشغب بالمعجمة يريد تخالف قصدك. والولى: القرب والمداناة، من ولى يلى.

(٢) قلت: استحبه عليه أى آثره عليه واختاره. ومنه قوله تعالى: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى}. واستحبه: أحبه، ومنه المستحب، اه مختار.

(٣) أبو عطاء السندى.

(١) فى المطبوعة الأولى «المغايل» تحريف.

(٢) هو أبو محمد الفقعسى.

(٣) وقبله:

حلت عليه بالقفيل ضربا

والقفيل: السوط.

(٤) يصف امرأة قاست عجيزتها بسبب، أى حبل، ثم ألقته إلى نساء الحى ليفعلن كما فعلت، فأدرنه على أعجازهن فوجدنه فائضاً كثيراً فغلبتهن. ذكره شارح القاموس فى جب بالجيم، قال: وجبت فلانة النساء تجبهن جباً: غلبتهن من حسنها. أى كما سبق فى قوله تجب أهل الكعبة.