الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نعر

صفحة 832 - الجزء 2

  العين أخضرُ، وله إبرةٌ فى طرَف ذنَبه يلسع بها ذواتِ الحافر خاصَّةً. قال ابن مُقْبِل:

  تَرَى النُّعَرَاتِ الخُضْرَ حَوْلَ لَبانِهِ ... أُحَادَ ومَثْنَى أَصعقَتْها صَواهِلُهْ

  وربما دخل فى أنف الحمار فيركب رأسَه ولا يردُّه شئ. تقول منه: نَعِرَ الحمار بالكسر يَنْعَرُ نَعَراً، فهو حمار نَعِرٌ وأتانٌ نَعِرَةٌ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  فَظَلَّ يُرَنِّحُ فى غَيْطَلٍ ... كما يستديرُ الحمارُ النَّعِرْ

  وقال أبو عمرو: النَّعِرُ: الذى لا يثبت فى مكان. وأمّا قول العجاج:

  * والشَدَنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ*

  فيريد به الأَجِنَّةَ، شبّهها بذلك الذباب.

  يقال للمرأة ولكلِّ أنثى: ما حملتْ نُعَرَةً قطُّ، أى ما حملتْ ملقوحاً.

  قال الأصمعىُّ: قولهم: وإِنَّ فى رأسه لَنُعَرَةً، أى كِبْراً.

  وقال الأموىُّ: إن فى رأسه نَعَرَةً، بالفتح، أى أمراً يَهُمُّ به. وحكى ذلك عنه أبو عبيد.

  ونَعَرَ العِرْقُ يَنْعَرُ بالفتح فيهما نَعْراً، أى فار منه الدم، فهو عرقٌ نَعَّارٌ ونَعُورٌ.

  قال الشاعر:

  صَرَتْ نَظْرَةً لَوْ صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ ... غَدَا والعَوَاصِى من دمِ الجوف تَنْعَرُ

  وقال الراجز⁣(⁣١):

  * ضَرْبٌ دِرَاكٌ وطِعَانٌ يَنْعَرُ⁣(⁣٢) *

  ويروى: «يَنْعِرُ». وقال رؤبة⁣(⁣٣):

  * وبَجَّ كلَّ عَانِدٍ نَعُورِ⁣(⁣٤) *

  والنَّعْرَةُ: صوتٌ فى الخيشوم. قال الراجز:

  إنِّى ورَبِّ الكعبةِ المَسْتُورَهْ ... والنَّعَرَاتِ من أَبى مَحْذُورَهْ

  يعنى أَذَانَهُ.

  وقد نَعَرَ الرجل يَنْعَرُ نَعِيراً.

  يقال: ما كانت فتنةٌ إلا نَعَرَ فيها فلان، أى نَهَضَ فيها. وإنّ فلاناً لَنَعَّارٌ فى الفتن، إذا كان سَعَّاءً فيها.

  والناعُورُ: واحد النَوَاعِيرِ التى يستقى بها، يديرها الماء، ولها صوتٌ.

  ونَعَرَ فلان فى البلاد، أى ذهب.

  وفلانٌ نَعِيرُ الهَمِّ، أى بعيده.


(١) امرؤ القيس.

(١) هو جندل بن المثنى.

(٢) قبله:

رأيت نيران الحروب تسعر ... منهم اذا ما ليس السور

(٣) قال ابن برى: هو لأبيه العجاج.

(٤) وبعده:

قطب الطبيب نائط المصفور