الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الحاء

صفحة 111 - الجزء 1

  والتثنية، لأنه مصدر. وتقول فى المعرفة: هذا عبد الله حَسْبَكَ من رجلٍ فتنصب حَسْبَكَ على الحال.

  وإن أردت الفعل فى حسبك قلت مررتُ برجل أَحْسَبَكَ من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن تتكلم بِحَسْبُ مفردةً، تقول: رأيت زيداً حَسْبُ يافتى، كأنك قلت: حَسْبِي أو حَسْبُكَ، فأضمرت هذا فلذلك لم تنوِّن، لأنك أردت الإضافة، كما تقول: جاءنى زيد ليس غَيْرُ، نريد ليس غيره عندى.

  وقولهم: حَسِيبُكَ الله، أى انتقم الله منك.

  والحُسْبَانُ بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابى: أصاب الأرضَ حُسْبَانٌ، أى جرادٌ.

  والحُسْبَانُ: الحساب، قال الله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} بِحُسْبانٍ. قال الأخفش: الحُسْبَانُ جماعةُ الحِسَابِ، مثل شِهابٍ وشُهبانٍ. والحُسْبَانُ أيضاً: سِهامٌ قِصارٌ، الواحدة حُسْبَانَةٌ. والحُسْبَانَةُ أيضاً: الوِسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسّدْتَهُ.

  قال نَهيك الفزارى⁣(⁣١):

  لَتَقِيتَ بالوجْعاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ ... حَرَّانَ⁣(⁣٢) أو لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ

  أى غير موسَّدٍ، يعنى غير مكرَّمٍ ولا مكفَّنٍ.

  وتحسَّبْتُ الخبر، أى استخبرت. وقال رجل من بنى الهُجَيم:

  تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأيقن أَننِى ... بها مُفْتَدٍ من واحدٍ⁣(⁣١) لا أغَامِرُهْ

  يقول: تشمَّمَ الأسدُ ناقتى وظنّ أنى أتركها له ولا أقاتله.

  والأَحْسَبُ من الإبل، هو الذى فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احْسَبَ البعيرُ احسِباباً⁣(⁣٢)، والأحسب من الناس: الذى فى شَعْرِ رأسه شُقْرَةٌ.

  وقال امرؤ القيس⁣(⁣٣):

  أَيَا هِنْدُ لا تَنْكِحِى بُوهَةً ... عليه عَقِيقَتُهُ أَحْسَبَا

  يصفه باللؤم والشُحِّ. يقول: كأنه لم تُحْلَقْ عَقِيقَتُهُ فى صغره حتى شاخ.

  وحَسِبته صالحاً أَحْسَبُهُ بالفتح، مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْبَاناً بالكسر، أى ظَنَنْتُه. ويقال أَحْسِبُهُ، بالكسر، وهو شاذٌّ لأنّ كل فعل كان ماضيه


(١) صوابه نهيكة الفرازى. وقبله، يخاطب عامر ابن الطفيل:

يا عام لو قدرت عليك رماحنا ... والراقصات الى منى فالغبغب

(٢) فى اللسان: مران. وفى المقاييس «ثائر حران».

(١) فى نوادر أبى زيد «صاحب لا أناظره». وبعده:

فقلت له فاها لفيم فانها ... قلوص امري قاريك ما انت حاذره

(٢) الذى فى اللسان «أحسب البعير إحساباً».

(٣) هو امرؤ القيس بن مالك الحميرى. وبعده:

مرسعة بين الرساغه ... به عسم يبتغى ارنبا