الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حفز

صفحة 874 - الجزء 3

  مودّةً وقلبه نَغِلٌ بالعداوة. قال: وكذلك الحَزَّازُ والحُزَّازُ، بفتح الحاء وضمها. وأنشد للشماخ يصف رجلاً باع قوساً من رجل وغُبِنَ فيها:

  فلما شَرَاهَا فَاضَتِ العَيْنُ عَبْرَةً ... وفي القلب⁣(⁣١) حَزَّازٌ من اللَّوْمِ حَامِزُ

  قال: والحَزَّازُ: ما حَزَّ فى القلب. وكلُّ شيءٍ حكَّ فى صدرك فقد حَزَّ.

  والحَزِيزُ: المكان الغليظ المنقاد، والجمع حُزَّانٌ، مثل ظَلِيمٍ وظُلْمَانٍ، وأَحِزَّةٌ. قال لبيد:

  بِأَحِزَّةِ الثَلَبُوتِ يَرْبَأُ فوقها ... قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُها

[حفز]

  حَفَزَهُ، أى دفعه من خلفه، يَحْفِزُهُ حَفْزًا.

  وقول الراجز:

  تُرِيحُ بَعْدَ النَفَسِ المَحْفُوزِ ... إراحَةَ الجَدَايَةِ النَفُوزِ

  يريد النَفَسَ الشديد المتتابع، الذى كأنه يُحْفَزُ، أى يُدفَع من سياقٍ. فالليل يَحْفِزُ النهار، أى يسوقه.

  وحَفَزْتُهُ بالرمح: طعنته.

  والحَوْفَزَانُ: لَقَبُ الحارث بن شَرِيكٍ الشَيْبانِىُّ، لُقِّبَ بذلك لأنَّ قيس بن عاصم التَمِيمىّ حَفَزَهُ بالرمح حينَ خاف أن يفوته. قال جريرٌ يفتخر بذلك:

  ونحن حَفَزْنَا الحَوْفَزَانَ بطعنةٍ ... سقَتْه نَجِيعاً من دمِ الجَوْفِ أَشْكلا

  وأما قول من قال: إنَّما حَفَزَهُ بِسْطامُ بن قيس فَغَلَطٌ، لأنَّه شيبانىٌّ فكيف يفتخر به جرير⁣(⁣١).

  ورأيته مُحْتَفِزاً، أى مُسْتَوْفِزًا. وفى الحديث عن على ¥: «إذا صَلَّتِ المرأةُ فَلْتَحْتَفِزْ»، أى تَتَضَامّ إذا جلست وإذا سجدت ولا تُخَوِّى كما يُخَوِّى الرجل.

[حلز]

  تَحَلَّزَ الرجل للأمر، إذا تشمَّر له. وكذلك تَهَلَّزَ. قال الراجز:

  يَرْفَعْنَ للحَادِى إذا تَحَلَّزَا ... هَاماً إذا هَزْهَزْتهُ تَهَزْهَزَا

  ويروى: «تهلَّزَا».

  والحِلِّزَةُ بتشديد اللام: القصيرةُ، ويقال: البخيلة.


(١) فى اللسان:

وفي الصدر حزاز من الهم حامز

(١) قال ابن برى: ليس البيت لجرير وإنما هو لوار بن حبان المنقرى، قاله يوم جدود. وبعده:

وحمران أدته الينا رماحنا ... ينازع غلا في ذراعيه مثقلا