الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

جبس

صفحة 912 - الجزء 3

  ويقال: سمعت جَرْسَ الطير، إذا سمعتَ صوت مناقيرها على شئٍ تأكله. وفى الحديث: «فيسمعون جَرْسَ طيرِ الجنة». قال الأصمعى: كنت فى مجلسِ شعبةَ قال: «فيسمعون جَرْشَ طير الجنّة» بالشين، فقلت: «جَرْسَ»، فنظر إلىَّ فقال: خُذوها عنه فإنَّه أعلمُ بهذا منَّا.

  وتقول: أَجْرَسَ الطائرُ، إذا سمعتَ صوتَ مَرِّهِ. قال الراجز⁣(⁣١):

  حتى إذا أَجْرَسَ كُلُّ طَائِرِ ... قامتْ تُعَنْظِى بِكِ سِمْعَ الحاضِرِ

  وكذلك أَجْرَسَ الحَلْىُ، إذا سمعتَ صوت جَرْسِهِ. وقال⁣(⁣٢):

  تَسْمَعُ لِلْحَلْىِ إذا ما وَسْوَسَا ... وارْتَجَّ فى أَجْيَادِهَا وأَجْرَسَا⁣(⁣٣)

  وقد أَجْرَسَنِي السَبُعُ، إذا سمع جَرْسِي. عن ابن السكيت.

  وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجرِس، إذا أكلتْه.

  ومنه قيل للنحل جَوَارِسُ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  تَظَلُّ على الثَمْراء منها جَوَارِسٌ ... مَرَاضِيعُ شُهْبُ⁣(⁣٢) الرِيشِ زُغْبٌ رِقَابُهَا

  ومضى جَرْسٌ من الليل، أى طائفة منه.

  والجَرَسُ بالتحريك: الذى يعلق فى عنق البعير، والذى يُضرَب به أيضاً. وفى الحديث: «لا تصحبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ».

  وأَجْرسَ الحادى، إذا حدا للإبل. قال الراجز:

  أَجْرِسْ لها يا ابْنَ أبى كِبَاشِ ... فما لَهَا الليلةَ من إِنْفَاشِ

  غيرَ السُرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ⁣(⁣٣) ... أَسْمَرَ مثل الحيَّةِ الخِشَاشِ

  أى احْدُ لها لتسمع الحُدَاءَ فتسير.

  ورواه ابن السكيت بالشين وألف الوصل والرواةُ على خلافه.


(١) هو جندل بن المثنى الطهوى قال:

لقد خشيت أيقوم قابري ... ولم تمارسك من الضرائر

شنظيرة شائلة الجمائر ... ذات شذاة جمة الصراصر

حتى اذا أجرس كل طائر ... قامت تعنظي بك سمع الحاضر

تصر اصرار العقاب السكاسر

(٢) العجاج.

(٣) فى الأساس: «والتج». وبعده:

زفرفة الريح الحصاد اليبسا

(١) أبو ذؤيب.

(٢) فى الأساس واللسان: «صهب».

(٣) فى المطبوعة الأولى: «فحاش» صوابه من اللسان، ومن إحدى نسخ الصحاح كما نبه فى هامش المطبوعة الأولى، وهو المطاق لما سيأتى فى مادة [نجش].