الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ربس

صفحة 933 - الجزء 3

  عنه ولم يَرفَعْ به رَأْساً واستثقله. تقول: رُمِيتُ منك فى الرَّأْسِ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أى سَاءَ رأيُك فىَّ حتّى لا تقدر أن تنظر إلىّ.

  وتقول: أَعِدْ علىَّ كلامك من رأسٍ، ولا تقل من الرأس، والعامة تقوله.

  وقولهم: أنت على رِيَاسِ أمرِك، أى أوّله.

  والعامة تقول: على رأْسِ أمرك.

  ورِئَاسُ السَيف: مَقْبِضه. قال ابن مقبل:

  إذا اضْطَغنْتُ سِلَاحِي عند مَغْرِضِها ... ومِرْفَقٍ كَرِئَاسِ السَيفِ إِذْ شَسَفا⁣(⁣١)

  قوله شَسَفَ، أى ضمر، يعنى المِرْفق.

[ربس]

  الرَّبِيسُ: الشُجاع والداهية. يقال: داهيةٌ رَبْسَاءُ، أى شديدة.

  قال أبو زيد: يقال جئتَ بأمورٍ رُبْسٍ، وهي الدواهى، مثل دُمْسٍ.

  والارتِبَاسُ: الاكتناز فى اللحم وغيره.

  وكبشٌ رَبِيسٌ، أى مكتنزٌ أعجزُ مثل رَبيزٍ.

  وحكى بعضُهم: رَبَسَ قِرْبَتَهُ، أى ملأها.

  وذكر ابنُ دريد: أنّ أصل الرَّبْسِ الضربُ باليدين. يقال رَبَسَهُ بيديه. وارْبَسَ أمرُهم ارْبِسَاساً: لغة فى ارْبَثَّ، أى ضعف، حتَّى تفرقوا.

[رجس]

  الرِّجْسُ: القَذَر. وقال الفرّاء فى قوله تعالى {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}: إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله: الرِجْزَ.

  قال: ولعلهما لغتان أبدلت السين زاياً، كما قيل للأَسْد: الأَزْدُ.

  والرَّجْسُ، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد، ومن هدير البعير.

  ورَجَسَتِ السماءُ تَرْجُسُ، إذا رعدتْ وتمخَّضتْ. وارتَجَسَتْ مثلُه.

  وسحابٌ رَجَّاسٌ، وبعيرٌ رَجَّاسٌ.

  قال ابن الأعرابىّ: يقال هذا راجِسٌ حَسَنٌ، أى راعدٌ حسنٌ.

  ويقال: هم فى مَرْجُوسَةٍ من أمرهم، أى فى اختلاط.

  والمِرْجَاسُ: حجرٌ يشدُّ فى طرف الحبل ثم يُدْلَى فى البئر فيَمْخَضُ الحَمْأَةَ حتّى تثور، ثم يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتنْقَى البئرُ. قال الشاعر:

  إذا رَأَوا كريهةً يَرْمُونِ بى ... رَمْيَكَ بالمِرْجَاسِ⁣(⁣١) فى قَعْرِ الطَوِى


(١) قال ابن برى: الصواب «ثم اضطغنت سلاحى».

وقبله:

وليلة قد جعلت الصبح موعدها ... بصدره العنس حتى تعرف السدفا

(١) ويروى: «بالمرداس».