الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

جمع

صفحة 1199 - الجزء 3

  وقِدْرٌ جَامِعَةٌ، وهى العظيمة.

  والجَامِعَةُ: الغُلُّ؛ لأنَّها تَجْمَعُ اليدين إلى العنق.

  والمسجدُ الجَامِعُ، وإن شئت قلت مسجدُ الجَامعِ بالإضافة، كقولك: الحقُ اليقينُ وحَقُّ اليقينِ، بمعنى مسجدِ اليومِ الجامعِ وحقِّ الشيءِ اليقينِ؛ لأنَّ إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلّا على هذا التقدير.

  وكان الفراء يقول: العرب تُضيف الشيء إلى نفسه لاختلاف اللفظين، كما قال الشاعر:

  فقلت انْجُوَا عنها نَجَا الجِلْدِ إنَّه ... سيرضيكما منها سَنَامٌ وغَارِبُهْ

  فأضاف النَجَا، وهو الجلدُ، إلى الجلدِ لمَّا اختلف اللفظان.

  والجَمْعَاءُ من البهائم: التى لم يذهب من بدَنها شيء.

  وأَجْمَعَ بناقته، أى صَرَّ أَخْلَافَهَا جُمَعَ.

  قال الكسائى: يقال أَجْمَعْتُ الأمرَ وعلى الأمرِ، إذا عزمتَ عليه؛ والأمرُ مُجْمَعٌ.

  ويقال أيضاً: أَجْمِعْ أمرَك ولا تدَعْه منتشراً، قال الشاعر⁣(⁣١):

  تُهِلُّ وتَسْعَى بالمصابيح وَسْطَهَا ... لها أمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ

  وقال آخر:

  يا ليتَ شِعرِى والمُنَى لا تنفع ... هل أَغْدُوَنْ يوماً وأمرى مُجْمَعُ

  وقوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ} أى وادْعُوا شركاءكم، لأنَّه لا يقال أَجْمَعْتُ شركائى، إنما يقال جَمَعْتُ. قال الشاعر:

  يا ليتَ زَوْجَكِ⁣(⁣٢) قد غَدَا ... مُتَقَلِّداً سيفاً ورُمْحَا

  أى وحاملاً رمحاً، لأنَّ الرمح لا يُتَقَلَّدُ.

  وأجْمَعْتُ الشيءَ: جعلتُه جَمِيعاً. ومنه قول أبى ذؤيب يصف حُمُراً:

  فكأنها بالجِزْعِ بين نُبَايِعٍ⁣(⁣٣) ... وأُولَاتِ ذِى العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ

  وأُولَاتِ ذى العرجاء: مَوَاضِعُ، نسبَها إلى مكانٍ فيه أكمةٌ عَرْجاءُ فشبَّه الْحمُرَ بإبلٍ انْتُهِبَتْ وحُزِقَتْ⁣(⁣٤) من طوائفها.

  والمَجْمُوعُ: الذى جُمِعَ من ههنا وههنا وإن لم يُجْعَلْ كالشيء الواحد.

  وفلاةٌ مُجْمِعَةٌ⁣(⁣٥): يجتمع القومُ فيها ولا يتفرَّقون، خوفَ الضلال ونحوِه، كأنَّها هى التى جمعتهم.


(١) أبو الحسحاس.

(٢) فى اللسان: «يا ليت بَعْلَكِ».

(٣) ويروى: «بين يُنَابِعٍ».

(٤) أى جمعت وضمت.

(٥) ومجمعة أيضاً بتشديد الميم المكسورة.