فصل الثاء
  واسْتَجْمَعَ السيلُ: اجتمع من كلِّ موضع.
  ويقال للمُسْتَجِيش: اسْتَجْمَعَ كلَ مَجْمَعٍ.
  واسْتَجْمَعَ الفرسُ جَرْياً. وقال يصف سراباً.
  ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً وليس بِبارِحٍ ... تُباريه فى ضَاحِى المِتانِ سَواعِدُهْ
  وجُمَع: جَمْعُ جُمْعَةٍ، وجَمْعُ جَمْعَاءَ فى توكيد المؤنَّث. تقول: رأيت النِسوةَ جُمَعَ غيرُ مصروفٍ، وهو معرفةٌ بغير الألف واللام، وكذلك ما يجرى مجراه من التَوَاكيد، لأنَّه توكيد للمعرفة. وأخذت حَقِّى أَجْمَعَ فى توكيد المذكَّر، وهو توكيدٌ محضٌ.
  وكذلك أَجْمَعُونَ وجَمْعَاءُ وجُمَعُ، وأَكْتَعُونَ وأَبْتَعُونَ وأَبْصَعُونَ، لا يكون إلا تأكيداً تابعاً لما قبله لا يُبْتَدَأُ ولا يُخْبَرُ به ولا عنه، ولا يكون فاعلاً ولا مفعولا كما يكون غيره من التواكيد اسماً مرَّةً وتوكيداً أخرى، مثل نَفْسه وعَينه وكلّه.
  وأَجْمَعُونَ: جَمْعُ أَجْمَعَ. وأَجْمَعُ واحدٌ فى معنى جَمْعٍ وليس له مفردٌ من لفظه. والمؤنث جَمْعَاءُ، وكان ينبغى أن يجمعوا جَمْعَاءَ بالألف والتاء كما جمعوا أَجْمَعَ بالواو والنون، ولكنَّهم قالوا فى جمعها جُمَعُ.
  ويقال: جاء القوم بأَجْمَعِهِمْ وبأَجْمُعِهِمْ أيضاً بضم الميم، كما تقول جاءوا بأَكْلُبِهِمْ جَمْعُ كلبٍ.
  وجَمِيعٌ يُؤَكَّدُ به، يقال جاءوا جميعاً، أى كلهم. والجَمِيعُ: ضدُّ المتفرِّق. قال الشاعر(١):
  فَقَدْتُكِ من نَفْسٍ شَعَاعٍ فأننى ... نَهَيْتُكِ عن هذا وأنتِ جَمِيعُ
  والجَمِيعُ: الجَيْشُ(٢). قال لبيد:
  عَرِيَتْ وكان بها الجميعُ فأَبْكَرُوا ... منها وغُودِرَ نُؤْيُها وثُمامُها
  وجِمَاعُ الشيءِ بالكسر: جَمْعُهُ. تقول: جِمَاعُ الخِبَاءِ الأخبيةُ، لأنَ الجِمَاعَ ما جَمَعَ عدداً، يقال: الخمرُ جِمَاعُ الإثم. وقِدْرٌ جِمَاعٌ أيضاً للعظيمة.
  وجَمَّعَ القومُ تَجْمِيعاً، أى شهدوا الْجُمْعَةَ وقضَوا الصلاة فيها. وجَمَعَ فلانٌ مالاً وعَدَّدَهُ.
  ومُجَمِّعٌ: لقبُ قُصَىّ بن كلاب، سُمِّىَ بذلك لأنَّه جَمَّعَ قبائل قريش وأنزلها مكة وبنى دار النَدوةِ(٣).
  والمُجَامَعةُ: المُبَاضَعَة. وجَامَعَهُ على أمر كذا، أى اجتمع معه.
(١) قيس بن معاذ، وهو مجنون بنى عامر، ويقال هو لقيس بن ذريح. اللسان (جمع، شمع).
(٢) فى القاموس: والجميع: ضد المتفرق، والجيش، والحى المجتمع. والأوفق فى تفسير البيت هذا المعنى الأخير.
(٣) قال الشاعر:
أبوكم قصى كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر