خفف
  والخَلْفُ: القرنُ بعد القرن. يقال هؤلاء خَلْفُ سَوءٍ لناسٍ لاحقين بناسٍ أكثر منهم قال لبيد:
  ذهب الذين يُعَاشُ فى أَكْنَافِهِمْ ... وَبِقيتُ فى خَلْفِ كجلد الأَجْرَبِ
  والخَلْفُ: الردئُ منْ القول، يقال: «سكت أَلْفاً ونطق خَلْفاً» أى سكت عن ألف كلمة ثم تكلَّم بخطأ.
  قال أبو يوسف: وحدَّثنى ابنُ الأعرابىُّ قال: كان أعرابىّ مع قوم فحَبَقَ حبقةً فتَشَوَّرَ فأشار بإبهامه نحو استه وقال: إنَّها خَلْفٌ نطقَتْ خَلْفاً.
  والْخَلْفُ أيضا: الاستقاءُ. قال الحُطيئة:
  لِزُغْبٍ كأولاد القَطَا رَاثَ خُلْفُها ... على عَاجِزَاتِ النّهْضِ حُمْرٍ حَواصِلُه
  يعنى رَاثَ مُخْلِفُهَا، فوضع المصدر موضعه وقوله: حواصله، قال الكسائى: أراد حواصل ما ذكرنا. وقال الفراء: الهاء ترجع إلى الزُغْبِ دون العاجزات التى فيه علامة الجمع، لأنّ كلَّ جمعٍ بُنِىَ على صورة الواحد ساغَ فيه توُّهم الواحد، كقول الشاعر:
  * مثل الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ*
  لأنّ الفراخَ ليس فيه علامة الجمع، وهو على صورة الواحد كالكتاب والحجاب. ويقال: الهاء ترجع إلى النَهْضِ، وهو موضعٌ فى كتِف البعير، فاستعاره للقَطَا.
  والخَلْفُ: أقصر أضلاع الجَنْب، والجمع خُلُوفٌ ومنه قول طرفة بن العبد:
  وطَىُّ مَحَالٍ كالحَنِىِ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بدَأْىٍ مُنَضّدِ
  ويقال: وراء بيتك خَلْفٌ جيدٌ، وهو المِرْبَدُ(١).
  وفأسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ، أى لها رأسان.
  والخَلْفُ والخَلَفُ: ما جاء من بَعْدُ. يقال: هو خَلْفُ سَوءٍ من أبيه، وخَلَفُ صدقٍ من أبيه، بالتحريك، إذا قام مقامه.
  قال الأخفش: هما سواءٌ، منهم من يحرِّك، ومنهم من يسكِّن فيهما جميعا إذا أضاف. ومنهم من يقول خَلَفُ صدق بالتحريك، ويسكَنّ الآخر، ويريد بذلك الفرقَ بينهما. قال الراجز:
  إنَّا وجدنا خَلَفَاً بئس الخَلَفْ(٢) ... عبداً إذا ما ناء بالحِمْلِ خَفَفْ
  وبعيرٌ أَخْلَفُ بيِّن الخَلَفِ، إذا كان مائلا على شِقّ. حكاه أبو عبيد.
  والخَلَفُ أيضا: ما اسْتَخْلَفْتَهُ من شئ.
(١) وهو محبس الإبل.
(٢) انظر ما سبق فى مادة (خضف).