الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ضبب

صفحة 167 - الجزء 1

  والضَّبُ: دُوَيْبَّة، والجمع ضِباب وأَضُبٌ، مثل كفٍّ وأكُفٍّ. وفى المثل: «أعقُّ من ضبٍ» لأنّه ربّما أكل حُسُولَهُ. والأنثى ضَبَّةٌ.

  وقولهم: «لا أفعلُه حتّى يحِنَ الضَّبُ فى أثَر الإبل الصادرة» و: «لا أفعله حتّى يرِد الضَّبّ»، لأن الضبّ لا يشرب ماء.

  ومن كلامهم الذى يضعونه على ألسنة البهائم: قالت السمكة: وِرْداً ياضبُّ، فقال:

  أصبح قلبى صَرِدَا ... لا يشتهى أن يَرِدَا

  إلّا عَرَاداً عَرِدَا ... وصِلِّيانا بَرِدا⁣(⁣١)

  وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا

  وضَبِبَ البلد وأضبَ أيضاً، أى كثرت ضِبابه. وأرض ضَبِبَةٌ: كَثيرة الضِّباب، وهو أحدُ ما جاء على أصله.

  ووقعنا فى مَضَابَ مُنْكَرَةٍ، وهى قِطعٌ من الأرض كثيرة الضِّباب، الواحدة مَضَبَّةٌ.

  والمُضَبِّبُ: الحارشُ الذى يصب الماءَ في جُحره حتّى يخرج ليأخذه.

  والضَّبُ: الحِقد؛ تقول: أضبَ فلان على غِلٍّ فى قلبه، أى أضمره. وقال الأصمعى: أضبَ على ما فى نفسه، إذا سكت، مثل أضْبَأَ. وقال أبو زيد: أضبَ، إذا تكلَّم. ومنه يقال: ضبَّتْ لِثَتُهُ دماً، إذا سالت؛ وأضببتها أنا. فكأَنّ أضَبَ أخرج الكلام.

  ويقال أضبُّوا عليه، إذا أكْثَروا عليه.

  والضَّبُ: ورمٌ يصيب البعيرَ فى فِرْسِنِهِ، تقول منه: ضَبَ البعير يَضَبُ بالفتح، فهو بعير أضبُ، وناقةٌ ضبَّاء بَيِّنة الضَّبَبِ. والضَّبُ: داء فى الشَفة يسيل دما؛ ومنه قولهم: جاء فلان تَضِبُ لِثَاتُه بالكسر، إذا اشتدّ حِرصه على الشئ.

  قال بشر بن أبى خازم:

  وبنى تميم⁣(⁣١) قد لِقينا منهُم ... خَيلا تضِبُ لِثَاتُها للمَغْنَمِ

  قال أبو عبيدة: هو قَلْبُ تَبِضُّ، أى تسيل وتَقطُر.

  والضَّبُ: واحد ضِبَاب النَخل، وهو طَلْعُهُ.

  قال الشاعر⁣(⁣٢):

  أطافَتْ بفُحَّالٍ كأنَ ضِبَابه ... بُطُونُ الموالىِ يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ

  والضَبُ: انفتاقٌ من الإبْطِ وكثرةٌ من


(١) برداً، تصحيف، والصواب «رددا» وهو السريع الإرداد. ذكره أبو محمد الأعرابى. مخطوط التكملة للصغانى ٦٨.

(١) فى المفضليات: «وبنى نمير قد لقينا» وفى الأساس: «وبنو نمير».

(٢) هو سويد بن الصامت. وذكر الصغانى فى التكملة أن الشاعر هو بطين التيمى.